الجزائر

حليلوزيتش ورهان نجاح المنتخب الوطني



لا شك في ان اسم المدرب وحيد حليلوزيتش سيبقى مرتبطا لفترة طويلة بالمنتخب الوطني، بالنظر إلى العمل الكبير الذي أنجزه هذا التقني منذ أن اعتلى عارضته الفنية في 2011، فالتطور الحاصل داخل صفوف التشكيلة الوطنية لا يمكن ربطه فقط بالتأهل الذي سيسمح لنا بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، حيث رافق هذا التأهل تحقيق عدة أمور إيجابية رفعت من شأن المنتخب الوطني على المستويين الدولي والقاري.
ولمن لا يتذكر ما قاله حليلوزيتش عند الشروع في عمله، أنه جاء من اجل تكوين فريق كبير وطلب من لاعبي المنتخب الوطني ضرورة التحلي بالانضباط والامتثال لأوامر الطاقم الفني في كل الأحوال، وظهر حازما في هذا الجانب ولم يتوان في اتخاذ إجراءات ضد كل العناصر التي خرجت عن القانون الداخلي للمنتخب الوطني، بل ان منهجية وسياسة واستراتيجية حليلوزيتش كانت واضحة المعالم في تسيير المجموعة باعتراف اللاعبين، حيث لم يتردد البعض في القول أنه يوجد فعلا اختلاف كبير بين رابح سعدان والتقني البوسني في جانب الانضباط.. هذه الأمور الهامة التي يرتكز عليها عادة المدربون الكبار في العالم هي التي سمحت لحليلوزيتش بتعبيد طريق النجاح للمنتخب الوطني الذي كانت مسيرته تقريبا بدون خطأ في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، حيث فاز بكل المباريات التي لعبها من خلال فرض منطقه على منافسيه حتى بعقر دارهم، وبذلك تعود الجزائر إلى المشاركة في أكبر تظاهرة كروية إفريقية بعدما غابت عن الدورة السابقة التي جرت في كل من الغابون وغينيا الإستوائية. ويجب التنويه بالسياسة البراغماتية التي اعتمدها حليلوزيتش من أجل تغيير وجه التشكيلة الوطنية تدريجيا نحو الأحسن، إلى درجة ان حاسته لم تخنه في اختياراته للاعبين الذين يستدعيهم لتدعيم صفوف المنتخب الوطني، حيث لم يتأثر هذا الأخير بذهاب كوادره التي صنعت ملحمة “أم درمان” مثل عنتر يحيى ونذير بلحاج وكريم مطمور وكريم زياني، الذين كانوا يشكلون ركيزته الأساسية، إلى جانب المدافع القوي رفيق حليش، وقتها كان يقول الجميع ان حليلوزيتش لا يمكنه الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين، لكنه فاجأ الجميع بقدرته في استخلافهم بوجوه أخرى لم تجد صعوبة كبيرة للاندماج في صفوف الفريق الوطني الذي لم يعد حكرا على اللاعبين المحترفين فقط بعدما امتثل التقني البوسني لأوامر الفاف التي طالبته بضرورة إعطاء فرص الالتحاق بصفوف الخضر للاعبين المحليين الذين ازداد عددهم على غرار سليماني الذي حل عقدة الفعالية في هجوم الخضر، حيث سجل لوحده ستة أهداف، وبلكالام، الذي يعد الاكتشاف الجديد لحليلوزيتش لما لهذا اللاعب من إمكانيات كبيرة لفرض نفسه في وسط الدفاع، حيث استطاع لاعب شبيبة القبائل ان يخلف بكل سهولة “الماجيك” بوقرة الغائب بسبب الإصابة، بينما ينتظر المدعوون الآخرون من اللاعبين المحليين فرص المشاركة في المباريات الرسمية القادمة الخاصة بنهائيات كأس أمم إفريقيا أو تصفيات كأس العالم، حيث يعتبرهم المدرب حليلوزيتش خزانا حقيقيا يجب الاعتماد عليه في المستقبل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)