حليب "لولي" الجزائري يستنفر السلطات التونسية

تسبب تحذير وزارة التجارة الأخير من استهلاك حليب ”لولي” الذي يحتوي نسب عالية من ”بكتيريا القولون” الخطيرة، في إحداث حالة من الهلع لدى السلطات التونسية التي تخوفت من دخول هذا الحليب إلى أراضيها عن طريق التهريب، حيث أبرقت هذه الأخيرة إلى مراكزها الحدودية مع الجزائر تعليمات لتشديد الحراسة والتضييق على المهربين.ودقت أمس السلطات التونسية ناقوس الخطر خوفا من دخول الحليب المجفف ”لولي” إلى أراضيها عن طريق التهريب، حيث حذرت مديرة الوكالة التونسية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات، هادية إدريس قويعة في تصريح لجريدة ”التونسيّة” من خطورة اقتناء واستهلاك حليب جاف يحمل علامة ”لولي” مشيرة إلى إمكانية توفره بالأسواق التونسية، منوّهة إلى أنه يمكن لهذا الحليب الذي تم سحبه وحظره في الجزائر التسرب إلى تونس عن طريق مسالك التهريب على الحدود وفي إطار التجارة الموازية.وأكدت قويعة أن أنواع الحليب الموجودة حاليا بالصيدليات التونسية سليمة ومرخص لها وخاضعة للرقابة الصحية من حيث الجودة والنوعية مضيفة أنه تمّ استيرادها وفقا لقوائم محددة ومحينة من قبل وزارة الصحة التونسية، موضحة في الوقت ذاته أن تونس تستورد حاجياتها من هذا المنتوج من بعض البلدان الأوروبية على غرار بلجيكا وسويسرا فيما نفت وجود اتفاقيات توريد مع الجزائر في هذا المجال.في حين، أفادت المسؤولة التونسية ”يمكن للحليب المحظور في الجزائر أن يدخل تونس عبر مساك التهريب شأنه شأن عديد المنتجات الأخرى” مؤكدة أن وزارة الصحة ستصدر بلاغا في هذا الشأن.ومن جهته قال مسؤول بإدارة حفظ الصحة والمحيط محمد الرابحي نقلا عن المصدر ذاته أن تونس في مأمن من هذا المنتوج لأن عملية توريد الحليب تخضع للمراقبة الفنية، في المقابل حذر الرابحي من عمليات التهريب رغم تأكيده على أن عناصر الأمن والجمارك التونسية باتت أكثر سيطرة على الحدود، مؤكدا أن كافة المصالح المختصة جاهزة للتدخل في الوقت المناسب للتوعية والتحسيس وأخذ الإجراءات اللازمة إذا ما تم تسرب هذا المنتوج إلى تونس.ويذكر أن وزارة التجارة حذرت نهاية الأسبوع المنصرم من الحليب الجاف الكامل الدسم المسوق تحت علامة ”لولي”، حيث أكدت أن التحاليل الميكروبيولوجية التي أجرتها المديرية العامة للمراقبة الاقتصادية وقمع الغش أثبتت أن هذا الحليب المعبأ خلال شهر جانفي 2014 والمنتج بتاريخ 7 مارس 2013 والذي تنتهي مدة صلاحيته يوم 20 جويلية 2015 يحتوي على نسبة جد مرتفعة من ”بكتيريا القولون” وهي جراثيم خطيرة على صحة المستهلك يمكن أن تتسبب في تعطيل وظيفة الجهاز الهضمي للأطفال، وعليه سحبت السلطات منذ الأربعاء الماضي ما يزيد عن 16.6 طنا من هذا الحليب.