حلها باسنانك يا بابا أحمد..!

يعطيك الصحة يا بابا احمد ويعطي الصحة لكل مسؤول من قريب أو بعيد من ملف التربية الوطنية في هذا البلد التعيس، الذي تتحول فيه امتحانات البكالوريا إلى بلطجة وعصيان وتقطيع الأجساد بالزجاج والتهديد بالانتحار..
هاهي نتيجة عملك يا وزير التربية هيا "وريلنا كيفاش تحلها باسنانك"؟ أم أن الأمر لا يعنيك أيضا لأن أبناءك وأبناء الوزراء أمثالك يدرسون في مدارس أجنبية بعيدا عن كل تكسار للراس؟
قبل أيام صرّحت وقلت "الأسئلة ستكون سهلة" وأنا من هذا "العصيان" صرخت وقلت هذا الكلام لا يليق، ولا يجب أن تستسهل شهادة مثل البكالوريا أو تطلق كلاما قد ينقلب عليك مثلما يحصل اليوم.
لكن من يسمعني أنا أويسمع أمثالي مادامت الأمور كلها أصبحت واضحة ولا غبار عليها، ومن يتتبع بدقة المهزلة التي حدثت يفهم أن الأمر كان مقصودا، والغرض منه هو تحطيم هذا الجيل الذي ولد مكسورا أصلا.
البلد كلها تغرق في قذارة وركاكة وهشاشة وفساد، وقلنا "ما عليش"، أما أن يصل الأمر إلى حد المساس بمستقبل جيل كامل فهذا "ماشي ما عليش" لأنه ليس من حقكم أن تقتلونا أكثر من هذا، سرقتم ما فوق الأرض وتحتها وسكتنا، ولكن أن تسرقوا أحلامنا فهذا بعيد عنكم، يا أشباه المسؤولين وأشباه الوزراء وأشباه النواب وأشباه السياسيين.
هذا هو الوضع الكارثي الذي وصلنا إليه بفضل هذه السياسات المعوجة، بدءا من بن بوزيد الذي بيعت في عهده أسئلة البكالوريا، مثلما تباع "التقاشر في المارشي"، ومع ذلك ترقى وأصبح سيناتورا. الدور على بابا احمد الذي يجب أن يعين بعد هذا الإنجاز التاريخي وزيرا أولا أوحتى رئيسا للجمهورية "حتى يزيدها خلى على خلى".