الجزائر

حلم الاتحاد.. وكوابيس الفرقة



 حلم مشروع وجميل هذا الذي تطمح إلى تحقيقه الشعوب المغاربية العريقة ذات التاريخ والثقافة والهوية الأصيلة، حلم لطالما راود الشباب في الخمسينات ويسيطر على الشباب في أيامنا هذه.. إنه الاتحاد الذي به نجمع شتاتنا ونربط به أواصرنا.
من طنجة في المغرب الأقصى إلى بنغازي في ليبيا مرورا بتلمسان وقسنطينة وتونس، شعوب تواقة إلى التقارب والتعاون والتعايش كأبناء الوطن الواحد، متسائلين هل الشعوب الأخرى أفضل منا؟ بل البعض يتساءل بحرقة وألم هل نحن المغاربيين أقل وفاء ومحبة لمن تجمعنا وإياهم روابط الجوار والهوية والعقيدة؟ هل نموذج الاتحاد الأوروبي الناجح الذي جعل الدول الأوروبية كيانا واحدا خير منا؟ هل نموذج الاتحاد الخليجي الذي جعل الدول الخليجية كيانا واحدا خير منا؟ هل نموذج دول الآسيان خير منا؟ هل نموذج دول البلقان خير منا؟ .. إنها تساؤلات أنقلها عن مواطن مخلص يريد إجابات شافية ومقنعة لها.. وأحيلها بدوري على من يهمه أمرنا.
إن تحقيق قيام اتحاد ذي مكانة مرموقة شكلا ومضمونا يتطلب الكثير من المرونة والتنازلات ما بين الدول لضمان قيامه قويا منذ البداية، مع العمل على استمراريته ونجاحه لجني ثماره، وأن يخضع لإرادة الشعوب، فتتخذ القرارات المصيرية لهذا الاتحاد تحت سيادة وسلطة الاستفتاء الشعبي، لا تحت أمزجة وتوجهات الحكومات والسلطات التي تتغير من وقت إلى آخر إما بانتهاء فتراتها أو بإسقاط الثقة عنها.
إن التساؤلات حول تعثـر اتحادنا وتشتت وحدتنا جديرة بالاهتمام، ويستوجب التوقف عندها للتعرف على أسبابها، التي من أهمها تأثير اليد الأجنبية على صانع القرار السياسي عندنا، وتباين أنظمة الحكم بين أكبر دولتين في المنطقة، وهو ما قد يتم تجاوزه إذا كان هناك وفاء من ملك المغرب بتنفيذ وعوده بالانتقال من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية، بالإضافة إلى قضية الصحراء الغربية، وغياب رغبة حقيقية لدى بعض الأطراف هنا وهناك بحجة عدم التوازن الاقتصادي تارة والنفوذ الإقليمي تارة أخرى... هذا حلمنا، فأين أحلامكم؟

jalal.bouati@gmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)