حلاوة الطعم ومرارة الداء

لا يحترم أغلب الحرفيين المتخصصين في صنع الحلويات المقاييس الدولية المعمول بها في صناعة مختلف أنواع الطرطة و الكرواصون و غيرها حيث يتم استعمال المواد المكونة لها بشكل عشوائي حسب ما ذكره السيد بحيش فوزي رئيس نادي الحرفي الخباز مشيرا أن هناك تجاوز كبير في المعيار المحدد المعمول به دوليا في ما يخص السكر و المارغارين و الملح في المعجنات و الحلويات و هذا ما يؤدي إلى تضاعف أمراض العصر كالضغط و السكري و الكوليستيرول.و اخترنا هذه المرة التطرق إلى هذا الموضوع من زاوية مهمة بعيدا عن مشكل النظافة و عدم احترام معاييرها و هذا مع انتشار محلات صنع الحلويات في كل مكان و التي أصبح هدفها تجاري بشكل كبير مع تزايد إقبال المواطنين عليها و الاستهلاك المفرط للحلويات بشكل خاص علما أن العديد من المحترفين لا يلتزمون بالمقادير الصحية كما يعتمد الأغلبية أيضا على استعمال المضافات و المحسنات الغذائية كبديل عن السكر و تحسين الذوق و هذا ما أكده السيد حريز رئيس فديرالية حماية المستهلك داعيا إلى تحرك المواطن و انتقاد الأذواق التي يشعر فيها بزيادة كمية السكر أو الدهون في أنواع الحلويات.
كما دعا كل من رئيس نادي الحرفي الخباز و رئيس فيديرالية حماية المستهلك إلى ضرورة العودة إلى التحسيس و التكوين و دق ناقوس الخطر نظرا لتفاقم حجم التجاوزات التي باتت تهدد صحة المستهلك بشكل كبير أمام غياب معيار القياس الذي يحدد كميات المواد المتواجدة في الحلوى بالإضافة إلى عدم وجود أعوان رقابة متخصصين على مستوى مصالح التجارة و غياب مخابر متخصصة ، كل هذا سمح بتواصل حالة الفوضى الذي تميز حرفة الحلويات التي أصبحت بعيدة كل البعد عن أصولها الصحيحة حسب السيد بحيش مؤكدا أن كل من هب و دب أصبح يصنع الحلويات في حين أن هذه الحرفة تعد من ضمن العلوم الدقيقة التي يجب احترامها في الوقت الذي يتم فيه العمل بتقنيات خاطئة لا يحترم فيها وزن السكر و الملح و الزبدة و كذلك البيض بالنسبة للحلويات و الكرواصون و غيرها.
و كانت فيديرالية حماية المستهلك قد قدمت اقتراحا في هذا الشأن وافقت عليه الوزارة الوصية و هو حاليا قيد التنفيذ و يتعلق بإبرام اتفاقية بين وزارتي التجارة و التكوين المهني من اجل توفير تكوينات مجانية لفائدة صناع الحلويات المحترفين و هذا لتحيين معارفهم و معلوماتهم القديمة و تعلم الأطر و المعايير الصحية الواجب التقيد بها هذا إلى جانب تكوين خاص بالنظافة الغذائية، كما دعا المختصون في مجال الخبازة و الحلويات إلى الاهتمام بالتكوين و العودة إلى الحرفي المحترف و تنظيم ملتقيات للتوعية و التحسيس بالأخطار الصحية الناجمة عن زيادة السكر و الملح و الدهون في المأكولات.