هل أقام حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الحجة على نفسه حين أعلن، على لسان رئيسه الجديد محسن بلعباس، أن بعض إطارات حزبه يستغلون الجامعات من أجل الدعوة لمقاطعة الإنتخابات التشريعية القادمة، بل ويذهب بعيدا حين يصرح أن لقاءات حزبه في الجامعات تستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير لا تستقطبها الأحزاب المشاركة في الإنتخابات في تجمعاتها المرخصة. ويعلل السيد بلعباس نشاطه في الجامعة بقوله لجريدة ”الخبر” التي أجرت معه الحوار الذي نستقي منه هذه المعلومة (وهي طريقة من جانبنا لتجاوز منعنا من تنظيم نشاطنا في القاعات العمومية بدعوى أنها مخصصة للمشاركين في الإنتخابات فقط).
وإذا كنا نحترم خيار المقاطعة الذي انتهجه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سواء كان مبررا أو غير مبرر، وإذا كنا نرى أنه من غير المعقول أن لا ترخص السلطات لتجمعات حزب سياسي شرعي ينشط في العلن مهما كانت مواقفه من الإنتخابات، لأن عدم الترخيص يخدم طالب الرخصة أكثر مما يخدم السلطات العمومية، وهو حجة عليها وليس لها. نقول هذا ونحن نجهل إن كان حزب السيد بلعباس قد طلب تراخيص من أجل عقد تجمعاته العمومية المناوئة للإنتخابات والمطالبة بالعزوف عن الذهاب إلى الصناديق أم لا!!؟.
وإذا كنا في الأخير ندرك أن الجامعة منذ كانت الجامعة وهي وكر للنشاطات الحزبية والسياسية وفضاء لمختلف الإيديولوجيات ومرتع خصب للآراء والآراء المضادة، فإننا نتعجب حين نسمع أن الحرم الجامعي بمرافقه يستغل للدعاية الحزبية لوجهة نظر دون سواها، فالحظر يجب أن يكون عاما وشاملا لا يستثني أحدا، والمنع الذي أقرته السلطات بعدم استغلال دور العبادة والمؤسسات التربوية للدعاية السياسية يجب أن يفرض على الجميع، اللهم إلا إذا كانت الجامعة مستثناة من هذا المنع، أوأن للأرسيدي وحده الحق في خرقه.. أقول رأيي هذا رغم تأكيدي على احترام موقف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من الإنتخابات المخالفة لموقفي تماما، وكذا تأكيدي على ضرورة السماح والترخيص لمن يخالفنا الرأي أن يقيم تجمعاته بل ونعطيه الحق حتى في الإعلام العمومي، فقد تكون حججه لصالح مساعينا وقد تصب دعواته في فائدتنا..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمان جوادي
المصدر : www.al-fadjr.com