الجزائر

حكمة الصخرة



 الحكمة ضالة المؤمن.. الصين لا تعطينا الأدوات رديئة الصنع ورخيصة الثمن، إنها تعطينا أشياء أخرى كثيرة قليلا ما نتمعنها.
أولها الانضباط الرهيب عند ما يقرب من مليار ونصف المليار من البشر، وثانيها العمل.
والأهم هو وضع نظام سياسي اجتماعي اقتصادي متلائم مع أوضاعهم يوظف الانضباط ويستخدم قوة العمل بحكمة ونجاح.
الصينيون شيوعيون ولكنهم ليسوا مثل باقي الشيوعيين، وهم دولة صناعية ولكن ليس مثل باقي الدول الصناعية، وهم بلد متطور جدا ولكنهم ليسوا مثل الآخرين، لهم خصوصية في كل شيء. العالم مضطر لاحترام خصوصيتهم وحتى الانبهار بها. هل تعلمون أننا كنا يوما ما في وضع الصينيين؟!
فما الذي مكن هذا الشعب وقيادته من تحقيق هذه النتائج الباهرة حتى صاروا ثاني قوة اقتصادية عالمية؟ غالب الظن الحكمة. أرجوكم تمعنوا معي هذه الحكمة الرائعة.
يحكى أن حاكما في الصين وضع صخرة كبيرة على إحدى الطرق الرئيسية فأغلقها تماماً ووضع حارساً ليخبره برد فعل الناس.
أول من مر كان تاجرا كبيرا، نظر للصخرة باشمئزاز لكنه لف من حولها صارخا: ''سوف أشكو وسوف يعاقب من وضعها''. ثم مرّ عامل انتقد وجود الصخرة لكن صوته لم يكن مرتفعا كصوت التاجر الكبير. ثم مرّ شبان وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من الوضع ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي وانصرفوا!
بعد يومين مرّ فلاح رأى الصخرة تسد الطريق فبادر مشمرا على ساعديه ومحاولاً إزاحتها طالباً المساعدة من المارة فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق.
بعد إزاحته الصخرة وجد صندوقاً وسط حفرة كانت تحت الصخرة، وفي الصندوق وجد قطعا من ذهب ورسالة تقول: من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها. عندنا الكل يشتكي.. من المواطن العادي إلى المسؤول الكبير. المسؤول يرى الناس فاسدين كسالى لا يحبون العمل، والناس ترى المسؤول فاسدا تهمه مصالحه الخاصة فقط. ولكن لا أحد يبادر!


mostafahemissi@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)