الجزائر

حكام ليبيا الجدد قد يتحولون إلى جواسيس لدى الغرب



يثير الصحفي والسياسي ''جيل مينيي'' المهتم بالشؤون العربية، خاصة الجزائر وليبيا والمغرب والعراق، في مقال له بشأن زيارة مصطفى عبد الجليل إلى العراق مؤخرا، مسألة على قدر كبير من الأهمية والحساسية تطرح بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي وانتقال حكم ليبيا إلى أيدي المجلس الانتقالي الليبي الذي يسير إلى حد الآن بإمرة دول غربية، هي مآل العلاقات والاتفاقات بين ليبيا والدول الأخرى، المعلنة أو السرية، وماذا ينوي المجلس الانتقالي الليبي لمستقبلها·في ظل عدم الاستقرار الذي تعرفه هذه القيادة ونقص درايتها بتسيير مثل هذه الأمور·وإذا كانت بعض الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا أكثر اطمئنانا في هذا الشأن، بعد أن تفادت ما كان يمكن أن يكشف عنه معمر القذافي لو لم يقتل ووقف أمام محكمة الجنايات الدولية، وهي مطمئنة الجانب من جهة المجلس الانتقالي، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى دول أخرى·
ففي وقت تتجه الأنظار بليبيا إلى الإعلان المنتظر عن تشكيل الحكومة المؤقتة التي يعول عليها إخراج هذا البلد من الأزمة ومن نظام ما بعد القذافي إلى نظام ''تعددي''، كما وعد به المقربون من نظام معمر القذافي الذين انحازوا إلى المعارضة، أمثال مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل وآخرون، كلف مصطفى عبد الجليل نفسه عناء التنقل إلى العراق، في زيارة سرية، قدم خلالها ملفا يخص قوائم بأسماء شخصيات مقربة من الرئيس الراحل صدام حسين، إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية·
منذ أسبوع تقريبا، وبالضبط في 26 أكتوبر الماضي نشرت جريدة نيويورك تايمز، إن ''مصطفى عبد الجليل قام بزيارة إلى العراق ويكون قد سلم للمالكي قائمة بأسماء هؤلاء عثر عليها في أرشيف جهاز الاستخبارات الليبية ضمن مخطط لقلب النظام العراقي القائم بعد ذهاب القوات الأمريكية''·
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه مباشرة يعد تسلم النظام العراقي للملف من أيدي مصطفى عبد الجليل، شرع نظام نور المالكي الأكثر تضمنا في تقارير ''ويكليكس'' بسبب تجاوزاته وفضائحه، في حملة مطاردة ضد ما يعتقد أنهم أتباع ومقربي الرئيس الراحل صدام حسين في مناطق الأنبار وكركوك وصلاح الدين والوسيط والنجف والبصرة وبغداد·
وينتمي أغلب الأشخاص الموقوفين إلى القوائم العراقية التي يتزعمها صلاح المطلق، هذا الأخير أصبح مهددا بتعرضه للتوقيف أيضا من قبل نظام المالكي في العراق، الأخطر من هذا أن نحو 150 أستاذا وعالما عراقيا يدرسون بجامعة تكريت موطن الرئيس الراحل صدام حسين تم توقيفهم أيضا وهم مهددون في حياتهم·
ويعتبر السلوك الذي قام به مصطفى عبد الجليل سلوكا غير أخلاقي في نظر الأعراف الدبلوماسية، كما أنه أضحى يهدد كل المعاهدات الدولية والاتفاقات التي أبرمها معمر القذافي مع عدد من الدول، بما في ذلك الاتفاقيات العسكرية مع روسيا والتي تخص اتفاقات سرية وعسكرية دقيقة· وقد تصبح بذلك العملية بمثابة جوسسة على شؤون داخلية لدول عديدة في العالم، بما في ذلك الجزائر التي تربطها بليبيا اتفاقات كبيرة في شتى المجالات بما في ذلك الأمنية منها·
وبإمكان دول عديدة في العالم ممن شاركت في التحالف العسكري ضد نظام معمر القذافي كفرنسا مثلا أن تطلع على ملفات تخص حتى أبسط الأمور فيما يخص الاتفاقات التي أبرمتها الجزائر مع ليبيا في عهد الراحل معمر القذافي·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)