حقيقة التزوير بين خاوة وحمدادوش

يؤسفني أن أجد نفسي في موقف رد وسجال وجدال مع نائب مثلي، شرّفه الشعب وكرّمته الدولة بأن أعطته منصب نائب في المجلس الشعبي الوطني الذي يطعن الآن في صدقه ومصداقيته. ويؤسفني أيضا أن تتحول المعارضة إلى باكية مبكية لا تملك سوى الدموع والنحيب لتندب حظها التعيس كلما حاصرتها الحقيقة التي يضرب بها رئيس الجمهورية بيد من حديد.قال النائب حمدادوش ناصر إن “التزوير” هو مرض الزمن والإعاقة الدائمة للسلطة، وأنا أقول له بأن السلطة التي تصبر وتصابر على أمثالك من الجاحدين الناكرين هي سلطة قادرة على احتواء قصر نظركم وسوء نيتكم لكل ما يأتي من قِبلها.النصاب كان مكتملا، والمشروع المصادق عليه بكل شفافية وديموقراطية أمام أعين الصحافة، وبرئاسة رجل نتشرف كلنا أن نكون نوّابا تحت رئاسته. لا أظن أنك ستكون أنت الغائب عن الجلسة وزملاؤك أكثر حرصا على مصالح الدولة من الدكتور محمد العربي ولد خليفة الذي يشهد له القاصي والداني بالنزاهة والاستقامة، فلا تسوّل له نفسه أن يخدع الناس أو يخدع رئيس الجمهورية الذي فتح الطريق للمعارضة وأعطاها كل الحرية حتى تعبّر عن رأيها دون قمع، ولكن أنتم لم تفهموا هذا ورحتم تقاطعون الجلسات وتعتصمون بلافتات تدينكم أكثر مما تدين أي طرف آخر، لأنكم قصّرتم في أداء مهامكم التي كان من المفروض أن تكون لصالح الشعب وليس ضدّه.ومن منطق تكويني كرجل قانون، أعلم أن من يريد أن يفصل في أي موضوع يطرح أمامه يجب أن يستند إلى الأدلة القانونية لإصدار الحكم، لذلك فإن البطلان هو ما يأتي من عندكم من اتهامات وتشويه للحقائق والإدّعاءات. أما أنكم تعتبرون التصويت على مشروع تعديل قانون العقوبات بالباطل، فهذا يا زميلي المحترم لا يخضع للفتوى ولا للمساومات، لأن النصاب كان متوفرا حتى بتعمدكم الغياب لأنكم لا تؤثرون في أي شيء مادام حزب جبهة التحرير يملأ الساحة السياسية، ثم كيف لك أنت المستقيم أن تحكم على أمر لم تره؟ أم أنكم تنقلون الكفر دون حتى التأكد من الكافر.لقد اعتدتم كلما فشلتم في محطة مهمّة في تاريخ الجزائر أن تلجأوا للتشويش وإطلاق الاتهامات الباطلة، معبرين عن إفلاسكم، لأنكم وكل الشعب يدرك أن أشغال المجلس الشعبي الوطني لا تقع في الظلام، وإنما بالصوت والصورة مفتوحة لكل وسائل الإعلام دون استثناء.وأريد أن أؤكد أن ما يلزمني على الرد في هذا المكان بالذات ليس فقط لرفع اللبس عن ظلمكم وبهتانكم، وإنما هي قيمة عمود أستاذ الصحافة أيقونة الإعلام الأستاذ سعد بوعقبة، الذي يعتبر سلطة إعلامية لوحده.رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني-الطاهر خاوة أولا: أنت على حق، فالدكتور العربي ولد خليفة هو رئيس المحترمين في هذا المجلس، ولولاه لكان حديثنا عن المجلس بصورة أخرى.ثانيا: ردك كان شبه تأكيد لما قاله حمدادوش، وشهد به الصحافيون قبله الذين حضروا الجلسة، ولولا حرصي على تمكينك من قول رأيك كاملا، مثل زميلك حمدادوش، لحذفت لك آخر فقرة في الرد، لأنها تلغي كل ما كتبته أعلاها.ثالثا: إذا كان التزوير أفسد السياسة والنيابة والمؤسسات، فإن الكذب الذي وسمت به زميلك النائب حمدادوش يجعلنا نكتشف أزمة أخلاقية أخرى في صفوف الإسلاميين لا تقل خطورة عن أزمة التزوير الذي ندد به.رابعا: كم تمنيت لو قلت لنا يا دكتور خاوة “أي يد حديدية هذه التي يضرب بها الرئيس بوتفليقة، اليد اليمنى أم اليسرى؟!”. [email protected]