الجزائر

حقاءق تاريخية ....الذكرى 175 لهجرة الأمير عبد القادر



حقاءق تاريخية ....الذكرى 175 لهجرة الأمير عبد القادر
طالبت الأميرة بديعة الحسني الجزائري، الدولة الجزائرية بتصحيح المغالطات التاريخية الواردة بحق الأمير عبد القادر في المقررات التعليمية، أهمها قضية الاستسلام.
وصرحت لصحيفة "الخبر" الجزائرية أن الأمير لم يستسلم ولم يفكر في ذلك أبدا، بل إنه طالب بالهجرة إلى عكا، من خلال اتفاقية عقدها مع الجنرال لامورسيار على أساس استئمان زمني، بسبب رفضه الخوض في الحرب التي شنها عليه السلطان المغربي، والتي هي بعيدة عن مبادئ مقاومته. وبدل أن تتوجه الباخرة التي تقله إلى عكا، وجد الأمير نفسه سجينا بتولون.
وقالت الأميرة بديعة الحسني، حفيدة الأمير عبد القادر، أن الواجب الوطني يلزم على الدولة الجزائرية تصحيح ما كتب في المناهج المدرسية عن البطل المجاهد الأمير عبد القادر، بما يعيد له كرامته وحق جهاده، وذلك بتقديم المعلومات الصحيحة للتلاميذ الجزائريين، وإبعاد المشاعر الدونية عنهم، حين يقرؤون أن رمز كفاح بلادهم قد أنهى حياته النضالية بالاستسلام والخنوع للعدو.
وقالت الأميرة، وهي باحثة وكاتبة مختصة في التاريخ، إن الاستسلام هو قضية لم يفكر بها عبد القادر يوما، مضيفة إن الأمير عبد القادر طلب من الجنرال لامورسيار الهجرة إلى عكا، وعلى هذا الأساس وقّع معه اتفاقية سماها بـاستئمان زمني. وجاءت ضرورة هجرة الأمير للضغوط التي مورست عليه والحرب التي شنها السلطان المغربي عبد الرحمان بن هشام.
وذكرت أن السلطات الاستعمارية خططت للقضاء على المقاومة الشعبية الجزائرية، بالقضاء على شخص الأمير، بالاستعانة بالسلطان المغربي، بعد أن فشلت في القضاء عليه لوحدها، ولذلك عمد الجنرال بيجو إلى تحريض عبد الرحمان بن هشام على الأمير، وأقنعه بحجة أن الأمير عبد القادر سيستولي على عرشه، خاصة وأن المراكشيين التحموا حول الأمير، وكانوا كالرئة بالنسبة لحربه ضد الإستعمار.
وتضيف الأميرة بديعة أن فرنسا لم تكتف بهذه الخطة فقط، بل إنها هددت السلطان المغربي باحتلال بلده، بعد قصف أغادير بالقنابل، مما دفع به إلى عقد اتفاقية مع الجنرال بيجو في 1844، يقضي بشن حرب على الأمير عبد القادر وجيشه، والتخلّص منه نهائيا.
وأوضحت أن الهجوم وقع فعلا، وتمت المعركة يوما كاملا، انتصر فيها الأمير عبد القادر، إلا أنه ولرؤيته لقائد جيشه وأخيه مقتولين أمام عينيه، أوقف المعركة، وهو على قناعة أن المستهدف هو شخصه، لا غيره، فقرر الهجرة إلى عكا التي فيها حاكم عثماني يرفض الإستعمار، ويعترف بوجوده في الجزائر.
وقالت الأميرة بديعة الحسني، أن الأمير اقتدى بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام، تفاديا للفتنة التي ستقع بين الإخوة المسلمين (المغربيين والجزائريين) إذا ما استمرت الحرب، وأيضا لخوف الأمير على انحراف مساره النضالي المقاوم للإستعمار الفرنسي الذي سيتحول إلى حرب بين الإخوة الجيران


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)