حظائر ركن السيارات بالعاصمة ترفع أسعارها بشكل فاضح

لجأت حظائر ركن السيارات التابعة لمؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر، إلى رفع أسعارها بشكل فاضح وغريب جدا، بحيث ارتفع سعر ركن السيارة الواحدة من 70 إلى 100 دج بالنسبة للساعتين الأوليين، ومن 15 دج إلى 50 دج بالنسبة للساعة الواحدة بعد الساعتين المذكورتين، ما يعني أن الزبون الذي يدخل على الساعة الثامنة صباحا ويُغادر على الساعة الرابعة مساء مُطالب بدفع 400 دج، وهو سعر يفتح تساؤلات عديدة عن الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادة.
القرار دخل حيز التنفيذ حسب أحد أعوان حظيرة عبد القادر إسماعيل الكائنة في واجهة المدخل الرئيسي لميناء الجزائر العاصمة، بتاريخ 1 أكتوبر الجاري، وقد تسبب قرار الزيادة، يقول محدثنا، في عزوف عديد زبائن الحظيرة من التردد عليها بشكل يومي مثلما اعتادوا على ذلك، كما لجأ البعض منهم إلى تقليل ساعات ركن سياراتهم من 8 أو 9 ساعات إلى أربع ساعات أو أقل وهو ما أثر بشكل سلبي على مداخيل الحظيرة مقارنة بالأيام التي سبقت عملية تطبيق القرار.
وعن سبب اللجوء إلى هذا القرار في ظل الظروف الحالية التي يعيشها المواطن، أبدى نفس المتحدث استغرابه من لجوء المؤسسة إلى هذه الخطوة رغم كونها لم تلجأ لا إلى رفع أجور العُمال ولا إلى رفع عددهم.
وبعملية بسيطة، نجد أن الموظف الذي يعمل بوسط الجزائر العاصمة مُطالب بدفع 450 دج مقابل ركن سيارته من الساعة الثامنة إلى الخامسة مساء، أي 09 ساعات، وإذا دخل قبل الثامنة وخرج بعد الخامسة بدقيقة واحدة فقط فعليه إضافة 50 دج ليرتفع سعر ركن السيارة إلى 500 دج، أما بالنسبة للاشتراك الشهري فيُعادل 7140 دج للمكان، و10 آلاف دج إذا ما أردت الحفاظ على مكانك شاغر حتى وإن كانت سيارتك خارج الحظيرة.
في هذا السياق، انتقد أحد الزبائن بشدة هذا القرار واعتبره غير مدروس تماما ويخضع لحسابات مجهولة، وأوضح لنا هذا الزبون وهو موظف بإحدى المؤسسات العمومية في دردشة جمعتنا به، بأنه أصبح يلجأ هذه الأيام إلى تأخير دخوله إلى الساعة التاسعة أو العاشرة و"الهروب"في الفترة المسائية على الساعة الثانية لتفادي الأثر المالي الكبير الذي تُكلفه عملية الركن والتي تُؤثر بشكل مباشر على أجره الشهري المتواضع، وذهب موظف آخر يقول "مثل كذا إجراء سيدفع بشكل مباشر إلى تنشيط العمل غير الرسمي وسلطة الهراوة والشجارات اليومية و.. التي ما فتئت الحكومة تتغنى بمحاربتها".
ومعروف أن حظائر الجزائر العاصمة كانت منذ سنوات قليلة فقط تعتمد سعر جُزافي يومي يُعادل 50 دج لكل من يركن سيارته من الفترة الصباحية إلى الفترة المسائية، ولجأت فيما بعد إلى رفع السعر باعتماد 50 دج للساعتين الأوليين و10 دج لكل ساعة أخرى إضافية، ليتم بعد فترة قصيرة جدا رفع السعر من 50 إلى 70 دج للساعتين الأوليين ومن 10 إلى 15 دج لكل ساعة أخرى وذلك قبل دخول القرار الحالي حيز التطبيق.
وطالب بعض الزبائن الذين تحدثوا إلينا من الحكومة ضرورة "العمل على إيجاد حلول منطقية لمشكل ركن السيارات أو مشكل الزحمة عبر بناء حظائر جديدة وتنظيم طرق السير بشكل أفضل، وليس اللجوء مباشرة إلى ضرب جيوب المواطنين وإذلالهم في الوقت نفسه".