الجزائر

حضور قوي للصينيين في معرض الجزائر الدولي: "تهافت" على السوق الجزائرية ومسألة النوعية لم تحسم بعد..


حضور قوي للصينيين في معرض الجزائر الدولي:
شهدت الطبعة السادسة والأربعين بمعرض الجزائر الدولي بقصر الصنوبر البحري شرق العاصمة، التي اختتمت أول أمس الإثنين، حضورا قويا للمتعاملين الاقتصاديين والتجاريين الصينيين الذين انتشرت علاماتهم التجارية بالعشرات في جناح غص بالزوار إما بدافع الفضول أو بدافع إبرام صفقات تجارية واقتصادية
في جميع المجالات بدءا بقطاع النسيج ومرورا بقطاع الأجهزة الإلكترزنية والكهربائية ووصولا إلى قطاع البناء والأشغال العمومية الذي كان له حضورا قويا في الجناح أيضا، ويحدث ذلك في ظل الأسعار التنافسية جدا التي يتيحها التعامل مع الصينيين وما يطرحه ذلك من استفهامات بخصوص نوعية المنتوجات والخدمات المقدمة.
تعمل شركة "فانشن"، التي كان لها جناحا في المعرض، على توريد مواد نسيجية إلى متعاملين جزائريين منذ عشر سنوات كاملة، حيث تعتبر "شي ليان" وهي إحدى مسؤولات الشركة المشار إليها، الواقعة ضواحي شانغهاي في الصين، أن السوق الجزائرية مهمة في هذا المجال.
وتمت الإشارة على مستوى جناح المؤسسة إلى أن هذه الأخيرة تقوم بتوريد منسوجات من نوع "كاشمير" تستعمل خصوصا في تلبيس الأثاث المنزلي ونسج المعاطف، فضلا عن المنسوجات الخاصة بفساتين الحفلات وذلك بثلاث فئات تختلف كل فئة عن الأخرى من حيث النوعية، وتعتقد المتحدثة ذاتها أن الإقبال على معاطف "كشمير" في الجزائر، يعود إلى كون الطقس عندنا بارد خلال الشتاء فضلا عن اعتقادها، من دون أن تجزم بذلك، بكون الحركية الكبيرة التي تعرفها الجزائر في مجال البناء أدت - ربما - إلى تعاظم الإقبال على المنسوجات المستعملة في تلبيس الأثاث المنزلي والمكتبي.
ويرى "سام فان" وهو المسؤول الأول عن هذه الشركة الصينية "العائلية" أن توريد مثل هذه المنسوجات إلى الجزائر ليس أمرا سيئا من ناحية تأثيره المحتمل على الإنتاج الوطني الجزائري الغارق في الصعوبات، وعلى العكس من ذلك، فإن المتحدث ذاته، يرى أن إيجابية هذا التوريد تكمن في أنه "حارب المنتوجات المزيفة" التي كانت موجودة سابقا في بلادنا.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن الشركة التي يديرها تورد حوالي ثلاثة ملايين متر مربع من المنسوجات سنويا لكن مع وجود فارق حول المعادلة التجارية التي يعتمد عليها من حيث أنه حاليا يورد كميات كبيرة مع هامش ربح ضيق، في حين أنه - كما يقول - كانت الكميات الموردة في السابق قليلة مع هامش ربح واسع.
وأبدى "سيمون مانغ" وهو مسير عدد من المصانع في الصين الخاصة بإنتاج آلات المحاجر تحت إسم مؤسسة "شاندونغ لويي"، تفاؤله بوجوده بالمعرض بالنظر كما أشار ضمنيا، إلى أهمية السوق الجزائرية في مجال مشاريع البناء لا سيما وأن الآلات التي يصنعها تسمح بالحصول على منتوجات متنوعة على مستوى المحاجر مثل "الغرانيت" والرمل الصناعي، ويعترف المتحدث ذاته، بأن زبائنه في الجزائر قليلون مرجعا ذلك إلى وجود فراغ في الاتصال وفي الإتجاهين لكنه قال إنه سيبحث على "شركاء جدد في الجزائر" فضلا عن كونه حصل فعلا على زبائن جدد من خلال المعرض، كما يضيف.
ويشير جودي رشيد، وهو مسؤول تجاري في شركة جزائرية خاصة مختصة في استيراد ألبسة رياضية صينية من نوع "لي نينغ" المعروفة عالميا، إلى أن السوق الجزائرية في هذا المجال مهمة لا سيما - كما قال - بالنظر إلى كون الواردات معتبرة والطلب أكبر من العرض عدا ما يتعلق بألبسة كرة القدم.
ولفت المتحدث ذاتهو إلى أنه وبغض النظر عن معادلة العرض والطلب، فإن أسعار المنتوجات المستوردة الخاصة بالعلامة التجارية الصينية المشار إليها هي أقل أسعارا قياسا إلى ألبسة رياضية لعلامات تجارية أخرى موجودة في الجزائر، وقياسا أيضا إلى "النوعية المعتبرة للألبسة الرياضية التي نستوردها وعلى نحو يحقق التحكم في معادلة السعر والنوعية" فيما يتعلق بهذه المنتوجات التي يعتبرها "قادرة على المنافسة" بحكم هذه المعادلة التي طرفاها السعر والنوعية.
ويعطي المتحدث ذاته مثالا عن الألبسة الرياضية التي يلفها نقص شديد في بلادنا، مشيرا إلى الأحذية الرياضية الخاصة بالعدائين، حيث أكد أن الشركة التي يمثلها ستدخل هذا النوع من المنتوجات إلى الجزائر خلال السنة الجارية 2013، حيث أشار إلى أنه في الجزائر هناك أيضا آلة واحدة تسمح بترقيع حبال كرة المضرب، التي يعتبر تواجدها في السوق ناقصا هي الأخرى - وفق المتحدث ذاته دائما - الذي أضاف بأن الشركة التي يمثلها ستقوم بإنشاء مصنع في الجزائر لإنتاج هذه الألبسة الرياضية بترخيص من الشركة الأم وذلك عندما "تأخذ شهرة المنتوجات مداها" هنا في الجزائر.
ويشير "فانغ ليانغ" وهو إطار في مؤسسة "سينوماك" الصينية العمومية المختصة في آلات الأشغال العمومية، إلى أنه يتم البحث عن موطئ قدم في الجزائر التي اعتبرها سوقا ضخمة بالنظر إلى مشاريع البناء التي يتم تجسيدها حاليا ومستقبلا ومشيرا إلى كون الشركة الصينية المشار إليها موجودة في عدة دول من العالم من خلال منتوجاتها.
ويؤكد "سون هانشونغ"، وهو مسؤول منطقة إفريقيا بالشركة نفسها، وردا على سؤال ل "الجزائر نيوز" عن مدى وجود البيروقراطية في الجزائر من أجل إنفاذ المعاملات التجارية، بقوله إن "البيروقراطية هي عائق أمام التعاملات الاقتصادية ولكنها في تناقص ولا تخيفنا بحكم العلاقات المتميزة الموجودة بين الصين والجزائر" فضلا عن الحماسة التي تبعثها إمكانيات السوق الجزائرية في أنفسنا، كما قال.
للإشارة، إن هذه المؤسسة، التي يبحث مسؤولوها عن متعاملين لتسويق منتجاتها في الجزائر، توجد في المرتبة 123 تقريبا على المستوى العالمي وقد بلغ رقم أعمالها خلال سنة 2012 ما يصل إلى 50 مليار دولار، كما أنها تطمح وتتوقع تسويق حوالي 20 مليون دولار من المبيعات في الجزائر خلال السنة الجارية 2013، وفق المعطيات التي قدمت لنا على مستوى جناح المؤسسة بمعرض الجزائر الدولي في طبعته السادسة والأربعين بشرق العاصمة.
وترى حمزاوي نورة، مديرة المبيعات بشركة "شون فونغ" الصينية المختصة في ماكينات الطوب ومحطات الخرسانة، أن السوق الجزائرية تطورت كثيرا وأن الطلب يتنامى بقوة منذ حوالي خمس سنوات، بالنظر - كما قالت - إلى "التسهيلات" التي قدمتها السلطات العمومية الجزائرية في مجال إنشاء المؤسسات والمصانع، مضيفة بأن الصينيين ينظرون إلى السوق الجزائرية كسوق واعدة جدا وأن هناك "شركات صينية كبيرة تعاقدت مع الجزائر في مجال مشاريع البناء".
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن الشركة التي تمثلها ساهمت في بناء عدة مصانع لمواد البناء في عدة ولايات بالجزائر، مشيرة إلى أن "بعض الصينيين يرون أن الإجراءات التي تتعلق بمنح رخص العمل للعمال القادمين من بلدهم تبقى معقدة أحيانا" حيث ترى المتحدثة، أن هذا الأمر ينطبق على مسؤولي الشركات الصينية الخاصة على اعتبار - كما قالت - إن القطاع العام الصيني في الجزائر يحظى بتسهيلات في هذا المجال.
عندما يتعاظم الكم وتنخفض الأسعار فمن حق المشتري أو الزبون أن يتساءل عن النوعية، وهذا الكلام يمكن قوله عندما ننظر إلى كثافة المنتوجات والخدمات التي تقدم بها المتعاملون الصينيون في جناحهم الواسع بمعرض الجزائر الدولي في طبعته السادسة والأربعين وذلك مع تسجيل إقبال كبير من جانب متعاملين جزائريين على التعامل معهم وكذا مواطنين آخرين بدافع الفضول ليس إلا.
وتجد هذا الاستفهامات دواعيها خصوصا في الانتقادات التي ما فتئت تلصق بالمنتوجات الصينية المستوردة إلى بلادنا من ناحية عدم جودتها وهو ما دفع بالسفير الصيني المعتمد بالجزائر إلى القول مؤخرا، في إحدى المناسبات، إن المنتوجات الصينية عالية الجودة ولكن الجزائريين هم الذين يستوردون منها الرخيص والرديئ.
للإشارة، إن الانتقادات الموجهة إلى الصينيين من هذه الناحية امتدت حتى إلى الجودة المفترضة التي تم من خلالها إنجاز الطريق السيار شرق - غرب والمعروف مجازا ب "مشروع القرن"، حيث سبق للجمعية الوطنية للمقاولين الجزائريين أن أكدت بهذا الخصوص، في وقت سابق، كون الشركات الصينية "تنجز المقاطع الموكلة إليها بعيوب تقنية وتأخذ مستحقاتها وتنسحب من السوق دون أن تكتشف الحكومة هذه العيوب".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)