حضر المرشحون وغاب الناخبون!!!

حضر المرشحون وغاب الناخبون.. هكذا كان المشهد الانتخابي العام، أمس، في مصر، في أولى أيام انتخابات مجلس النواب التي يتنافس فيها 2573 مرشحا فرديا و7 قوائم حزبية، أبرزها قائمة “في حب مصر”، التي تضم عددا من العسكريين المتقاعدين ونوابا سابقين.انطلقت المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب في مصر، وتشمل 26 مليون ناخب يدلون بأصواتهم لمدة يومين على مستوى 14 محافظة مصرية، من بينها الجيزة وسوهاج بصعيد مصر، وسط مقاطعة واسعة من الشباب الذين فضلوا متابعة مجريات العملية الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين ما تتم من إجراءات، والوجوه التي تقدمت لانتخابات مجلس النواب، ضاربين عرض الحائط العملية الانتخابية برمتها، التي يقولون إنها محسومة، وإن مجلس النواب القادم لن يمثلهم ولن يخدم مبادئ وأهداف ثورتي 25 جانفي و30 جوان. اختفت مشاهد الطوابير أمام لجان الاقتراع، أمس، وكانت شبه خاوية آتى إليها فقط كبار السن والسيدات كعادة الانتخابات في مصر، ليرفض عدد كبير من المجتمع المصري دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طالب شعبه، أمس، بالاحتشاد أمام مكاتب التصويت.وخلال الجولة التي قامت بها “الخبر” على مستوى عدد من لجان الاقتراع بمحافظة الجيزة، لاحظنا تصدر كبار السن المشهد الانتخابي، الذين حرصوا، وأغلبهم متكئ على عصا خشبية، أو قعيد على كرسي متحرك، أو يمشي خطواته البطيئة مستندا على أحد من أقاربه، على الإدلاء بصوته والمشاركة في العملية الانتخابية، ولعلها عادة كبر عليها الآباء والأجداد.وعلى غير العادة، اتسم اليوم الأول من الانتخابات بالهدوء التام، حيث لم نشاهد مكبرات الصوت ومسجلات من كبار الحجم أمام اللجان الانتخابية، التي اعتاد بعض المواطنين تشغيلها، لتحفيز المواطنين على المشاركة في العملية الانتخابية، في وقت كان يقيم البعض الأفراح والنساء تزغرد وتتراقص أمام لجان الاقتراع. وعلى الناحية الأخرى، خصص المرشحون الأغنياء عددا من حافلات النقل و«التوك توك”، لخدمة الناخبين ونقلهم من مكان سكنهم إلى مكاتب الاقتراع.والملاحظ من خلال جولتنا، أن المرشحين من أصحاب المال والمنتمين إلى عائلات كبيرة ومعروفة، من سيكون لهم مكان في مجلس النواب، وذلك بسبب مقاطعة الكثيرين للانتخابات، وفسّر محللون تحدثت إليهم “الخبر” ذلك بسبب عدم منح الموظفين عطلة، وكذا رفض البعض للشكل العام للانتخابات والمرشحين، بينما توقعت مصادر بأن يعلن مجلس الوزراء المصري، اليوم، عطلة رسمية لجميع الموظفين، أملا في رفع نسب التصويت. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المكثفة والتواجد الكبير جدا لرجال الجيش والشرطة أمام مكاتب الاقتراع وفي الشوارع لتأمين العملية الانتخابية، غير أن عددا من اللجان بمحافظة الجيزة لم تعمل لاعتذار رؤسائها. وكشف المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، عن وجود تهديدات وردت للقضاة الذين يقومون بالإشراف على العملية الانتخابية، من خلال رسائل على تليفوناتهم الشخصية.