الجزائر

"حصن 23" يكرّم ريّاسه



لأنّهم كانوا سادة البحر وساهموا في تطوير الأسطول الجزائري، نظّم مركز الفنون والثقافة بحصن "23" ، معرضا دائما تحت عنوان "رياس البحر.. بحارة برتبة سلاطين"، بالإضافة إلى معرض ملحق خاص بمؤسسة الأرشيف الوطني، يصبّ في السياق العام للحدث الرئيس.بالمناسبة، قالت مديرة قصر "رياس البحر" السيدة فايزة رياش، إن تنظيم معرض دائم عن رياس البحر في الفضاء الذي كانوا ينطلقون منه إلى البحر ويعودون إليه، أمر بديهي؛ عرفانا بكل ما قدّموه للجزائر، خاصة في مسألة تطوير الأسطول البحري الجزائري. وأضافت أن مهمة القصر تعريف الجزائريين برياس البحر، الذين قدّموا الكثير للجزائر في القرون 16 و17 و18 ميلادي؛ من خلال معرض يتفرع إلى سبعة محاور، هي "الوضع الجيوسياسي في الجزائر خلال القرن 16"، و"لباس وأسلحة الرياس"، و "مصانع البارود"، و"العمارة الدفاعية"، و"الموانئ والسفن"، و"أدوات الرصد والملاحة"، و"سِير أبرز رياس البحر".
وقدّمت المتحدثة توضيحات في ما يخص مضمون أجنحة هذا المعرض؛ مثل أهم المعارك التي خاضتها الجزائر، من بينها معركتا "ليبانتو" و"روزا" وكذا الحملات التي صدّتها، خاصة القادمة من إسبانيا، وتحديدا حملة شارلوكان ضد أيالة الجزائر، وكذا الحملات الهولندية والإنجليزية والفرنسية على مدينة جيجل في القرنين 16 و17 ميلادي، بالإضافة إلى تعريف الريّس، وكيف يتدرج من بحّار بسيط إلى أمير الأمراء.
وتابعت أنّ المعرض يسلّط الضوء أيضا، على ألبسة الريّاس، وأسلحتهم، وكذا عن صناعة البارود، وتعزيز النظام الدفاعي لمدينة الجزائر من خلال الطبانات والمراقب والأبراج، علاوة على الموانئ التي تحتوي على مخازن البارود، والسفن التي صُنعت في الجزائر؛ مثل فرقاطة، وشباك، وسكونة، وغنوطة، والتي كانت تشكل الأسطول الجزائري القويّ جدا في تلك الفترة، أيضا عناصر الملاحة والرصد التي كان يعتمد عليها الرياس.
واعتبرت ريّاش أن من المهم جدا التعريف بأهم الرياس، وتقديم كل هذه المعلومات بلغة البراي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة أن هؤلاء "بايلربايات" (أمير الأمراء) كانوا، بالفعل، سلاطين البحر والبر، حتى إنّ الأول منهم، وهو خير الدين بربروس، لم يحكم الجزائر فقط، بل توسّعت سلطته إلى غاية الحدود المصرية.
وفي إطار آخر، كشفت رياش عن فتح مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر سنة 2024، مقهى للفنانين، ودويرة للحرف الفنية؛ حتى يكون القصر بالإضافة إلى الفضاءات التي افتتحها مؤخرا، مركزا للإشعاع الثقافي للعاصمة. وعرف قصر الرياس فتح معرض ثان لمؤسسة الأرشيف الوطني التي مثلها أمين المحفوظات بالأرشيف محمد زيام، حيث قدّم توضيحات عن الأرشيف المعروض في الفضاء، فقال إنّ بحر سفيد (البحر المتوسط) تعرّض لاهتزازات كثيرة، خاصة بعد سقوط غرناطة عام 1492؛ من خلال تكالب بعض الدول مثل إسبانيا وفرنسا والدنمارك، على الجزائر، ليطلب أهاليها النجدة من الدولة العثمانية، فتحقّق ذلك على أيدي الإخوة بربروس، لتصبح شوكة الأسطول البحري الجزائري أكثر قوّة.
وأشار أمين المحفوظات إلى تعيين خير الدين بربروس "بايليرباي الجزائر" بأمر من الجزائريين عام 1519، لتتعاون البحرية الجزائرية والعثمانية على نصرة الإسلام، وهو ما يظهر من خلال وثائق أرشيفية؛ كالرسائل ومعاهدات السلم والتجارة مع الدول التي كانت تتودّد للجزائر؛ مثل بريطانيا وفرنسا والسويد والدانمارك.
والتي أثبتت بشدّة، أن الجزائر كانت سيدة سفيد حتى إنها فرضت جواز سفر على الأجانب، وهو ما تؤكده النسخة الأصلية لجواز سفر المعروضة بالمعرض، والتي فُرضت على البندقية عام 1772. للإشارة، يضمّ المعرض، أيضا، خرائط البحرية الجزائرية لبيري رايس، ووثائق أخرى منحتها دولة تركيا للجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)