لا صوت يعلو فوق صوت الكرة في هذه الأيام.. الكّل يتنفّس كرة، يأكل كرة، يلبس كرة، يفكّر كرة، يتاجر بالكرة، ويخلط السياسة بالكرة.. لكن هل فكّرتم يوما في أن تجمعوا الشِعر بالكرة؟ معادلة قد تبدو صعبة من الوهلة الأولى، لكن "الفجر الثقافي" حقّقها اليوم، من خلال دخول الدور الثاني من مونديال الكرة، باستحضار أهم الوجوه الشعرية للبلدان التي تدخل منتخباتها الكروية هذا الدور.. في هذا الدور الذي تتابعون مبارياته الشعرية - حصريا - على صفحات "الفجر"، مواجهات شعريّة افتراضية مثيرة، استثنائيّة، تجمع بين عمالقة الإبداع الشعري في العالم.. نتائجها لن تحسم على البساط الأخضر بأقدام اللاعبين وإنما تحسم بحسب أذواقكم، فتمتّعوا.. "غاليانو" الأرغواني يصافح "كو" الكوري شعريا"إدواردو غاليانو" الأوروغواني، ابن المنفى، والشاعر السياسي، المتقلّب بين الأرجنتين وإسبانيا.. الباحث والروائي والصحفي، صاحب كتاب "كرة القدم في الشمس والظل".. وترجم كتابه "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة" إلى أكثر من عشرين لغة، واجه أول أمس في الدور الـ 16 من هذا "المونديال الشعري". الشاعر "كو آن" واحد من أهم الأصوات الشعرية في كوريا الجنوبية، الذي نشأ وترعرع في ظل الإحتلال الياباني لكوريا الذي استمر بين 1910- 1945 وهي أقسى فترة تاريخية عاشتها كوريا.. كو، أحد أهم شعراء العالم المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب، لكن بلده للأسف لم يتخطّ عتبة الأورغواي في المونديال الكروي 2010..نصوص إدواردو غالياتوأصدقاء طاولة كبيرة يلتف حولها الأصدقاء في المطعم ويسمونها المنبر، كانت ملاذ توم جوبيم من شمس الظهيرة ومن ضجيج شوارع ريودي جانيرو. ذات يوم جلس توم إلى طاولة أخرى في الزاوية يشرب الجعة مع زي فرناندو. تشارك الإثنان طاقية من القش لسنوات طويلة يلبسها توم يوماً، ويلبسها زي فرناندو في اليوم التالي، كما اشتركا في بضعة أشياء أخرى أيضاً.قال توم عندما اقترب منه احد الأصدقاء. "لا. أنا في خضم حديث هام". وعندما دنا منه صديق آخر قال: "اعذرني فلدينا الكثير لنتناقش به". ومرة أخرى: "عذراً نحن نناقش قضية هامة".في تلك الزاوية لم يتفوه توم وزي بكلمة واحدة. زي فرناندو كان يقضي يوماً روتينياً واحداً من تلك الأيام التي تمر في التقويم وتمحوها الذاكرة بينما يوفر له توم صحبة صامتة مع الجعة. بقيا غارقين في موسيقى الصمت حتى انقضاء فترة الظهيرة. لم يكن قد بقي أحد عندما نهضا ببطء وخرجا من المطعم. أحلام ترقص هيلينا داخل صندوق الموسيقى حيث السادة الصغار المتأنقون بشعور مستعارة يدورون وينحنون ثم يدورون مرات أخرى كانت هذه الدمى الخزفية المتحركة سخيفة بعض الشيء لكنها ساحرة، وكان الانسياب مع أنغامها مفرحاً حتى زلت هيلينا وهي تدور فسقطت وانكسرت. نفخة في البوق جعلتها تصحو اصيبت قدمها اليسرى.أرادت أن تقف لكن كاحلها تورم فلم تستطع المشي. قالت لي: "لقد سقطت في بلد آخر وزمن آخر".. ولكنها لم تبح بالسر للطبيب.نصوص كو آن زورق أنتعميق في داخليعند الأفقوزورقيتهادى في الخارج بيني وبينكإلى الأبدزورق يتهادي بعيداًلكي لا يعود أبداًلا يعود ابداًأبداًقوة الحب أما يجبُ أن تكون قوة الحبأشد من الكراهية؟في عالمنا هذاوفي العالم الآخرتوجد صباحات ، مساءات ، ليالٍتستحق أن نحياهاأنا الذي أضيء مصباحاً في الوحدة.في مساء ربيعي يُسمع صوتُ طفل يبكيفي مساء خريفي يُسمع أحدهم وهو ينشر غسيلاًهنامكان يعيش فيه الناس بكثافة كبيرةحين مررتُ بالحقلالذي سمدوه ببرازهماحنيتُ تلقائياً رأسي تبجيلاًحركة راسخة!تغيير غير منقطع!أنتم كلكم يجب أن نفهمكم أكثر دائماًعشر سنوان دراسات، أش ، وقت ضائع فحسبنلمس الأشجار بأيديناونمشي بأقدامنا فوق العشبولذلكتقف الأشجار والعشبُ قريباً من البشر. ترجمة: عبد الستار نورعليالشِعر الأزرق الأمريكي في مواجهة القصيدة السوداء"أنا لم أفهم أبداً لماذا وجبت تسميته الشاعر الأشيب الطيب، في حين أن لون لغته، مزاجه، كيانه برمته، هو الأزرق المثير".. هذا ما قاله الناقد الأمريكي د. لورانس عن الشاعر الأمريكي المثير للجدل حيا وميتا، والت ويتمان.. هذا الشاعر الأزرق على رأي لورانس سقطت بلاده أول أمس، أمام بلد البشرة السوداء والقبلب الأبيض، بلد الشاعر الغاني "ف.ا. كوبينا باركز"، الذي لم تخرج أشعاره عن فلك الشعراء الزنوج وقضية اللون التي استحوذت على حيز أوسع في وجدان الشعراء السود.. وإذا كان الأمريكان قد سقطوا في الدور الـ 16 من المونديال الكروي أمام أسود غانا، فهل يتساوى شاعرا البلدين شعريا؟ نصوص والت ويتمانأغنية1 تعالي...سأجعل القارة يابسة أبيّة دونها الإضمحلال،سأنشىء أعظم سلالة بشرية أشرقت عليها الشمس حتى الآن،سأقيم أراضٍ خلاّبة سماويةبمحبة الرفاقبمحبة الرفاق الصامدة مدى الحياة.2سأنمّي العِشرة بين الرفاق كثيفةً كالأشجارعلى طول أنهار أميركا كلها،وفي محاذاة شطآن البحيرات العظمى،وعلى أديم السهوب،سأشيّد مدناً متواشجةأذرعها تلتف حول أعناق بعضها البعضبمحبة الرفاقبمحبة الرفاق العنفوانية.3هذه كلها مني لكِ أيتها الديمقراطية، لتكون طوع يمينكِ يا امرأتي!لكِ، لكِ، أنا أهزج هذه الأغاني،بمحبة الرفاقبمحبة الرفاق الشاهقة.سفينة في ما وراء الحدود عند دفّة سفينةفي ما وراء الحدود، عند دفة سفينة،ربّان يافع يتولى القيادة بحذر.نفيرٌ عبر الضباب يعلو الشاطئ، يصدح بشجن؛نفيرٌ بحري، نفيرُ إنذارٍ تهدهده الأمواج.أنتَ يا من يجيد التحذير بحق،أنتَ يا نفيراً عند صخور البحريصدح ويصدح ويصدحليُخطر السفينة بموقع حطامها.ولأنكَ يقظٌ أيها الربّان،تستجيبُ نداءَ النفير.مقدّم السفينة ينعطف،والسفينة المرتاعة مغيرةً اتجاهها،تسرع بعيداً تحت أشرعتها الرمادية.السفينة البهية والمهيبة، بكل ثرواتها النفيسة،تسرع بعيداً بحبور وآمان.لكن يا أيتها السفينة؛ السفينة الخالدة،يا سفينة خارج حدود السفينة،يا سفينة الجسد ويا سفينة الروحالراحلةالراحلةالراحلة. ترجمة/ أمال نوار نصوص كوبينا باركزأسود أعطني أرواحًا سوداء.ودعهم كما هم سودًا في سواد الشيكولاتةأو اصبغهم بلون التراب حتى يصبحوا ترابًاولكني إذا استطعت فإني أتوسل إليكفي أن تحفظ عليهم سوادهم ليبقوا سودًا.
الأميرة السوداء أيتها الأميرة السوداءإنني أتغنى بك وأتغنى بمفاتنكيا آلهة الجمال الطبيعي التي لا يدانيها أحدأما أنت أيها التمثال الصغير الأبيض يا ذات الشفاه الحمراءكلا - حقًا إن جمالك صناعي ـ صناعي للغاية.التجاوز من فرط الحساسيةابتهالة للخالق صبور، غير غاضب.يجلس في سكون ليصدر الأحكام.يراك حتى وهو لا ينظر إليك.يقيم في مكان قصي ولكن عينيه على المدينة.يضحكهم.. فيضحكون.أوهو هو : إنه أبو الضحك.عينه حافلة بالفرح.يقيم في السماء مثل خلية نحل.أوباتالا: هو الذي يحيل الدم إلى أطفال. ترجمة / غير مثبتةراقص التونغو بورخيس يراقص ابن السلام والحرب، باث يعترف الشاعر الأرجنتيني المتمرّد خورخي لويس بورخيس، بأنه عاد من أوروبا حاملاً راية التطرف، ويشير بورخيس إلى أن أفضل رد على سؤال عما إن كان متطرفًا، هو رد صديقه ومترجمه إلى الفرنسية نستور ايبارا الذي قال: إن بورخيس يتخلى عن كونه شاعرًا متطرفًا مع أول قصيدة يكتبها.. كم ينطبق هذا الوصف على الأسطورة مارادونا ابن بلد بورخيس، الذي سيواجه شعريا اليوم، ابن بلد اللاعب المكسيكي ماركيز، الشاعر المكسيكي المختلف أوكتافيو باث لوثانو..عاشق الهوية المكسيكية المعقدة. مع أن معنى اسمه باث - Paz باللغة الإسبانية السلام، إلا أن المؤرخ المكسيكي الكبير إنريكي كراوث وصفه قائلا: «لم يكن رجل سلام، لكنه رجل حرب، حرب جيدة، حرب فكرية نبيلة يشنها نتيجة غضبه وانفعاله"..من نصوص خورخي لويس بورخيسالنهرأن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياهونتذكر أن الزمن مهر آخر،أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهروأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه. أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخريحلم بأنه ليس نائم، وأن الموتالذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموتالذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً. أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاًلأيام النوع الإنساني وسنواتهأن نترجم حنق السنينإلى موسيقى و إشاعة و رمز. أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروبذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعرخالداً معوزاً. لأن الشعريرجع كالفجر والغروب. في أوقات الظهيرة، يطل عليناوجه ما من أعماق مرآة،لابد أن الفن مثل تلك المرآةالتي تنجلي لنا عن وجهنا نحن. يروون كيف أن عوليس، وقد طوحت به الأعاجيبكان يبكي حباً، ليلمح الطريق إلى ايثاكامتواضعة خضراءالفن هو ايثاكاالأبد الأخضر تلك، وليس الأعاجيب. وكنهر لا نهاية له أيضاًيتقضى ويبقى، مرآة لشخص هيرقليطس القُلّبالذي هو نفسه وشخص آخر سواهمثل نهر لا نهاية له. ترجمة/ سعيد الغانمينصوص لأوكتافيو باثتكويرعمود من الخفقات سامق فوق محور الزمان الساكن تغطيك الشمس وتعريك ينسلخ من جسدك النهار في ليلك يتيه ينسلخ من نهارك الليل في جسدك يتيه تناوب أزلي حديثة العهد أبداً حاضرة منذ القدم.مناجاةتحت مكسور العمد، بين الحلم والعدم، تعبر مقاطع اسمك ساعات سهدي. شعرك الطويل الأصهب، برق صيف، يهفهف بعنف حان على ظهر الليل. تيار الحلم المظلم بين الأطلال يتبع يشيدك من العدم: شاطئ ليلي رطب حيث يمتد ويضرب بحر حالم، أعمى.أسباب الموت حدثوني عن الوطن. وكنت أفكر في أرض فقيرة، قرية من تراب وأنوار، وشارع وجدار وإنسان صامت إلى جانب ذاك الجدار وهاته الأحجار تحت شمس القفار والنور الذي يتعرى في النهر نسيان يقيم الذاكرة ليس لنا ولا نستحضره، أحلام النوم، حضور مباغت يقول بها الزمان أنا لسنا نحن، بل هو من يتذكر هو من يحلم. ليس هناك وطن، هناك أرض، صور أرض تراب ونور في الزمان.. ترجمة / غير مثبتةهل سيتزحلق صاحب النشيد السلوفاكي على الزبدة الشعريّة الهولندية؟في المواجهة الكروية التي سيقف فيها السلوفاك في ملعب واحد أمام الطواحين الهولندية، سيعزف النشيد السلوفاكي.. حينها قد يتذكّر أغلب السلوفاكيين شاعرهم الأوّل صامو تومازيتش، الذي كتب كلمات النشيد القومي السلوفاكي، مثلما كتب المثير من القصائد الملحمية عن مآثر البطولة المعنوية الجماعية للسلوفاك.. لكن هل ستقف تلك الحماسة الكروية والشعرية بثبات على زبدة الشعر الهولندي..؟ وخصوصا قصائد الشاعر بول سنوك، الذي يعتبر رائد الشعر الحديث في بلد الجبنة والبقرات السمان..من نصوص صامو تومازيتششيء ماالاثنين.عاصمةٌ مرسومةٌ في العتمة، هناكحيث ألف رجلٌ مكسالٌ أغنيةً:بأن الحب ما زال ممكناً على الأرض.وبسبب الكسلوبسبب المللوثق الجميع بذلك وصاروا هكذا يعيشون:ينتظرون موعداً،يخافون فراقاً،ويغنون أغاني الحب.لكن ثمة من اكتشف سراً.دفنه..وغطاه بالصمت...والمصادفة وحدها كشفت غطاء السر.ومنذ ذلك اليوموحتى الآنوكأن في كل الأشياء ما يؤلم .اللغة نحن نعلم بالذي يقع اليوم على الجميع،وبالذي يحدث الآنونعلم بأن زمن الرجولة قد حان في ساعاتنا.وبأن الرجولة لن تغادرنا.وما من خوفٍ على الأموات الراقدين تحت وابل الرصاص،وليس مراً أن نبقى دون دم –لأننا سنحافظ عليك أيتها اللغة أيتها الكلمة العظيمة.حرةً ، نظيفةً سنأتي بك،وللأحفاد نعطيكومن الأسر نحميكوإلى الأبد !من نصوص بول سنوكشكسبير وغوتة.. أو عندما يلتقي الكبارسمعة الشاعر الظاهرة ويليام شكسبير، تشبه إلى حدّ ما سمعة الكرة الإنجليزية، ولا جدال حول ما قدّمه ضباب سماء إنجلترا من إبداع وتميّز للعالم بأسره أدبا كان أم كرة.. الشاعر والكاتب المسرحي، مبدع هاملت، عطيل، روميو وجوليات وتاجر البندقية.. الشاعر الفذّ وليام شكسبير، واجه أمس، الشاعر الإستثنائي الآخر ابن الكبرياء الألماني، الشاعر الفيلسوف الأكبر غوته Goethe الذي "شغل الناس وملأ الدنيا"، وهو في الأدب الألماني بمنزلة المتنبي في الشعر العربي.. عندما يواجه شكسبير غوته، فالأكيد أن المقابلة ستكون أسطوريّة..نصوص لشكسبيرالترجمة الأولىألا تشبهين صفاء المصيفبل أنت أحلى وأصفى سماءففى الصيف تعصف ريح الذبولوتعبث فى برعمات الربيعولا يلبث الصيف حتى يزولوفى الصيف تسطع عين السماءويحتدم القيظ مثل الأتونوفى الصيف يحجب عنا السحابضيا السما وجمال ذكاءوما من جميل يظل جميلافشيمة كل البرايا الفناءولكن صيفك ذا لن يغيبولن تفتقدى فيه نور الجمالولن يتباهى الفناء الرهيببأنك تمشين بين الظلالإذا صغت منك قصيد الأبدفمادام فى الأرض ناس تعيشومادام فيها عيون ترىفسوف يردد شعرى الزمانوفيه تعيشين بين الورى ترجمة : د/ محمد عنانى الترجمة الثانيةمن ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلىوفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلىتجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلىوالصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولىكم أشرقت عين السماء بحرها تلتهبولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغربلابد للحسن البهى عن الجميل سيذهبفالدهر تغير وأطوار الطبيعة قلبلكن صيفك سرمدي ما اعتراه ذبوللن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيلوالموت لن يزهو بظلك فى حماه يجولستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدقسيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق. ترجمة/ د. صفاء خلوصىنص لغوتهملك العفاريتمن يسري ممطيا دابته عبر الليل والريحإنه الأب برفقة ولدهيأخذ الصغير في أحضانهيمسكه بإحكام ويدفئهآه ولدي لمَ تخبئ وجهك خائفا؟ألست ترى، أبتي، ملك العفاريت؟!ملك العفاريت بالتاج والذيل؟!ولدي، إن هو إلا خيط ضباب!"أيها الولد المحبوب ، تعال ، تعال معيكل الألعاب الجميلة ألعبها معكالورود الملونة الجميلة على الشاطئ (في انتظارك)وأمي أعدت (لك) لباسا ذهبيا"أبي.. أبي.. أو لست تسمع؟ما يعدني به ملك العفاريت بصوت خفيض..كن هادئا.. كن هادئا.. بنيفي الأوراق اليابسة لا تهفهف سوى الريح.."ألا تريد أيها الولد الرقيق أن تأتي معيبناتي في انتظاركبناتي ينظمن الصفوف الليليةويتمرجحن ويرقصن ويغنون لك"أبي أبي أولست ترى هناك؟!بنات ملك العفاريت في المكان المدلهم؟!ولدي.. ولدي.. إني أرى بجلاءعلى البعد تلوح المروج القديمة داكنة!"إنني أهواك، قوامك البديع يثيرنيفإذا لم تكن مطواعا، فإني سأقسو عليك""أبي أبي إنه الآن يجسنيملك العفاريت (أبتي) يؤذيني!"يقشعرالأب ويسرع في سيرهممسكا في أحضانه الولد المتأوهيصل إلى الباحة* بشق الأنفسفي أحضانه كان الولد ....قد مات ..! ترجمة: عتيق أخواجيراقص الصامبا الشعرية بانديرا، في مواجهة المدهش نيروداالساحر البرازيلي، أو شاعر الصامبا، مانويل بانديرا واحد من أهم شخصيات حركة الحداثة الشعرية البرازيلية. صاحب "نجمة الصباح" (1936)، "نجمة المساء" (1963)، و"نجمة العمر كله" (1965)، يضاهي نجوم الكرة البرازيلية شعرا، كما سينافس شعريا اليوم، الشاعر التشيلي الكبير، بابلو نيرودا، صانع الدهشة صاحب مقولة "خير ألاّ يحدث أبدا من أن يحدث متأخراً"، معاكساً الحكمة المشهورة، وعن ولادة الشعر يقول:"هو يجيء من مرتفعات غير مرئية. أصوله غامضة ومعتمة، وينابيعه مستوحدة ومعطرة. كمثل نهر يأتي ويجرف كل ما يقع في درب تياره". نصّ لمانويل بانديراخيبة أمل أخط هذه الأبيات بحالة شخص ينتحب مثبط العزيمة... خائب الأمل... إغلق كتابي، إذا وجدت للحظة، يا من تقرأني عدم وجود سبب لذرف الدموع. شعري دم. نشوة متلفة... حزن مبعثر... ندم لا طائل منه... عروقي تتألم منه، مراً وحاراً يتساقط قطرة قطرة من قلبي. وهذه الأبيات المبحوحة من الألم المبرح تنفجر كما حياتي بين الشفاه المنفرجة تاركة مذاقاً مراً داخل فمي أكتب هذه الأبيات كما شخص يحتضر. إيرين في الجنة إيرين السوداء إيرين الممتلئة الوجنتين هي دائماً إيرين الحبورة. تخيّل إيرين تدخل الجنة: ـ أعذرني، يا الرجل الأبيض! ويا مار بطرس المبتهج: ـ هيا، ادخلي، يا إيرين. لست بحاجة إلى طلب إذن. اجتراح كلمة أقبّل قليلاً، وأتكلم حتى أقل. لكني أبتكر كلمات تترجم رقة أعمق وأكثر ألفة. استنبطت مثلاً تعبير "أهيمك" بدلاً من أهيم بك. "أهيمك"، يا تيودورا. عميقاً البارحة حين استسلمت للنوم ليلة القديس يوحنا كانت ثمّة سعادة وضجة جلبة "قنابل" كرزية الفرقعة أصوات تغني، وأخرى تضحك مراقبة في نفس الوقت الألعاب النارية. عند منتصف الليل صحوت ولم أعد أسمع المزيد من الأصوات أو الضحك كان ثمّة فقط بالونات تمر متجولة بصمت وأحياناً فقط ضجة عربة تقطع الصمت كما تقطع النفق. أين صار أولئك الذين كانوا قبل قليل يرقصون يغنون ويضحكون متفرجين على الأسهم النارية؟ ـ كانوا جميعاً نياماً كانوا جميعاً مستلقين نياماً ملء جفونهم.نصّ لبابلو نيرودامن نصّ "عشرون قصيدة حب"إنه الصباح المليء بالعاصفةفي قلب الصيف.مناديل بيض للوداع، الغيوم تجنحوالريح يدفعها بيديه المسافرتين.قلب الريح لا يحصى، ويخبطحبنا الصمت.أوركسترالي وإلهي، يهمهم في الشجركلغة مفعمة بالحروب والأناشيد.الريح لصّ سريع يخطف الشجرويحرف سهمه الهادر للطيوريقلبها في موجة بلا زبدمادة أصبحت بلا وزن، نيران تنحني.إناء قبل غارق ومكسوريهزمه للتو ريح الصيف عند الباب.IIإنها النحلة البيضاء، السكرى بالعسل، التي تطن في نفسي، تنكسرين في لوالب بطيئةمن الدخان.أنا اليائس، الكلمة بلا صدى.الذي حصل على كل شيء وفقد كل شيء.الملجأ الأخير، فيك يحطم قلقي الأخير.أنت في صحرائي الوردة الأخيرة.آه! أيتها الصامتة!اغمضي عينيك العميقتين. فالليل يجنح فيهما.آه! عري جسدك من التمثال الخائن.تمتلكين عينين عميقتين تصطفق فيهما أجنحة الليل.وأذرع طرية للزهر وحضن ورد.ونهدين شبيهين ببزاقات بيضاء.فراشة ليلية تحط على بطنك.آه! أيتها الصامتة!ها هي الوحدة وأنت غائبة عنها.تمطر. ريح البحر يطرد بجعاً تائهاً.الماء يمشي بخطى غاربة في الدروب المبللة.وورقة الشجرة تئن كمريض…أيتها النحلة البيضاء الغائبة، في همهماتك تدم.تنبعثين في الزمن، نحيلة وصامتة!آه، أيتها الصامتة.ترجمة / بول شاوولساموراي الهايكو يواجه مهندس الشعر البارغواني عندما نذكر الشعر الياباني، تقفز إلى أذهاننا تلك المشاهد الطبيعية الرائعة.. أزهار اللوز.. الامتداد الأخضر.. تصوّف العصافير.. وأيضا اسم الشاعر الياباني الكبير ماتسوو باشو، أشهر الشعراء اليابانيين ومبدع الهايكو.. ينحدر نسبه من إحدى العائلات المحاربة العريقة "ساموراي". لذلك ستكون مواجهته الشعرية في الدور الـ 16 من مونديالنا الشعري، مثيرة جدا مع شاعر البارغواي الأوّل، خوسيه ريكاردو مازو، المهندس والجيولوجي وعاشق الفلسفة، وواحد من أهم 50 شاعرا في أمريكا اللاتينية.. إنها مواجهة الصبر الياباني مع الصنعة البارغوانية..نصّ لماتسوو باشوكرة الثلجأنت أضرمت الناروأنا سأريك شيئامدهشا ورائعاكرة ثلجكبيرةزهرة غريبةزهرة غريبةللطيوروالفراشاتهي سماءالخريفحديقة الشتاءحديقة الشتاءالقمر نحيفكالخيطوالفراشاتتغنيبركة قديمة ضفدع يَقْفزُ فيصوت الماءاليعسوبلا يَستطيعُ الهُبُوط تماماًعلى وريقة العشبسكون صرير السيكادايثقب في الصخورِ2يميل ضوء القمرخلال بستان الخيزرانوقواق يبكي3راهب يَرْشفُ شاي صباحالجو هادئُأزهار الأقحوان تتفتح4لا أزهارَ ولا قمرَيَشْربُ الساكيوحبداترجمة/ سالم الياس مدالونصّ لخوسيه ريكاردو مازوسماءهي ذي السماءُ .. إنها مهجورةٌفقد هوى القمرُ في البحرِلكنني .. أنا التي أحملكَلستُ وحيدة !ها هو العالمَُ .. إنه مهجورٌوكلًّ الكائناتِ .. حزينةٌ كما ترىلكنني .. أنا التي أحضنكَلستُ .. لا .. لستُ وحيدة !غابةُ الصنوبرلنذهبِ الآنَ إلى الغابة.ستَمُرُّ الأشجارُ أمام وجهكوسأتوَقَّفُ وأعرِضكَ عليهالكنها لن تستطيعَ الانحناء.الليلُ يحرسُ مخلوقاتِهِخلا أشجارَ الصنوبرِ التي لا تريم :العيونَ الهرمةَ الجريحة التييسيلُ منها اللّبانُ .. والظهيراتُ الأبديةُ.لو استطاعتِ الأشجارُ لرَفَعَتْكَوحَمَلَتكَ من وادٍ لوادولاَنتَقلْتَ من ذراعٍ لذراعَكطفلٍ يجريمن أبٍ إلى أب.احتفالٌ سنويونمضي .. نمضيلا نائمينَ ولا أيقاظنحو اللقاءغافلين أننا .. بلغناه بالفعل،وأن هذا .. هو منتهى السكونُ،وأن الجسد قد اختفى.وما زال النداءُ غيرَ مسموعٍوما زال المنادي .. لم يسفر عن وجهه.ولكن ربما كانت هذه يا حبيبيهي الجائزةجائزة الوجه الأبدي الذي لا وجه لهوالمملكة التي .. لا شكل لها !الماتادور الشعري غارسيا لوركا، في وجه جاره بيسوا لم يعد الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا غريباً عن القارئ العربي، إذ عديدة هي الترجمات التي نجدها اليوم، لهذا الشاعر الذي وسم وحده، تاريخ الشعر البرتغالي، في النصف الأول من القرن العشرين، ابن بلد الساحر في الملاعب كريستيانو رونالدو، يواجه في الدور الـ 16 لمونديالنا الشعري، ابن غرناطة.. وتلك الشحنة المتوقّدة من العاطفة والمشاعر المرهفة، الرائع الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا.. في ريعان شبابه أدرك أن «في هذا الزمن المأساوي في العالم، يجب على الفنان أن يضحك ويبكي جمهوره، ويجب أن يترك الزنبق الأبيض مغموراً حتى وسطه بالوحل، وذلك لمساندة الذين يبحثون عنه».. وكأنه يتحدث عن الكرة التي تضحك جمهورها من الفرح مثلما تبكيه حزنا.. نصوص لـفرناندو بيسواحاصدة القمح المسكينة تغني، حاصدة القمح المسكينة، تظن نفسها سعيدة، ربما؛ تغني، وتحصد القمح، وصوتها، مليء بترملّ مجهول وسعيد، تتأرجح مثل نشيد عصفور في الهواء الأنظف من عتبة. كم من انحناءات في اللُحْمَةِ الناعمة للصوت الذي تنسجه في نشيدها! سماعها، يجعلنا سعداء، حزانى، مرّ العمل والحقول في صوتها، وتغني كما لكي تغني، كما لو أنها تملك أسباباً أخرى غير الحياة. آه، غنّي، غنّي بدون سبب! تستولي الفكرة على أحاسيسي. تعالي وانشري في قلبي صوتك الحائر، المتموج! آه! لو يمكنني أن أكونك، وأبقى أنا نفسي! لو أملك لا وعيك السعيد ووعي ذلك! أيتها الأغنية! أيتها الحقول! أيتها السماء! العِلمُ يزن كثيراً والحياة قصيرة جداً! اجتاحيني! بدّلي روحي بطيفك الخفيف، ومن ثمّ، حين تحملينني، أمضي! تحليل مجردة جداً فكرة كينونتك التي تأتي إليّ، ناظرة إليك، التي تركت عينيّ في عينيك، تتوهان عن بصري، ولا شيء يبقى في نظرتي، وجسدك يبتعد عن نظري بعيدا، وتبقى فكرة كينونتك قريبة جداً من فكرة أنني أنظر إليك، ومن معرفة تجعلني أعرف بأنك موجود، وبأني – عبر كوني واعياً بك فقط – أفقد الإحساس بنفسي. هكذا، في عنادي لكي لا أراك، أُكَذّب وهم الإحساس وأحلم: لا أراك، لا أرى شيئاً، لا أعرف بأني أراك ولا حتى بأني موجود، باسماً من عمق هذا الغسق الداخلي الحزين الذي عبره أحس بأني أحلم بأني أشعر بوجودي. نصوص لغارسيا لوركاغرة الصباح وكمثل الحبفالرماة عميان في الليل الأخضر آثار السهام الدافئات زنابق سفينة القمر تحيل السحاب مزقا والكنانات ملؤها الندى آه، كمثل الحب الرماة عميان أغنية ماء البحر البحر من بعيد يبتسم أسنانه زبد والشفاه من سماء وأنت يا فتاة كدرة المزاج نهداك صوب الريحما بضاعتك؟ سيدي : إني أبيع ماء البحر وأنت أيها الأسمر الفتى ما الذي لديك بالدماء يمتزج؟ سيدي ذاك ماء البحر وأنت يا أماه من أين تأتي دموع الملح؟ سيدي إنما أبكي بماء البحر ويا قلب وأنت، ثم هذا القبر من أين ينبع الأسى؟ أجاج ماء البحر البحر من بعيد يبتسم أسنانه زبد والشفاه من سماء
رشدي رضوان
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/06/2010
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ق.ث
المصدر : www.al-fadjr.com