قرر حسين آيت أحمد، رئيس جبهة القوى الاشتراكية، الانسحاب من رئاسة الحزب في المؤتمر المقبل، وهو المنصب الذي شغله منذ أكثر من نصف قرن. وقال في رسالة له إلى أعضاء المجلس الوطني، المجتمعين أمس في دورة استثنائية، إنه لن يرشح نفسه لعهدة جديدة على رأس الحزب في المؤتمر المقرر عقده في الثلاثي الثاني من العام المقبل.
توجه حسين آيت أحمد، صاحب ال88 عاما، إلى أعضاء قيادة الحزب، بالقول: ''معتقداتي وشغفي ما زالت متقدة مثلما كانت عليه في السنوات الأولى للستين سنة من النضال، ولكن دورة الحياة تفرض نفسها على الجميع، وأقول لكم إن الوقت حان لتسليم المشعل، ولن أرشح نفسي لرئاسة الحزب في المؤتمر المقبل للحزب''.
وأوصى حسين آيت بالاستمرار على نفس النهج، والمحافظة على الحزب الذي أنشئ في سنة 1963، معلنا أنه سيبقى قريبا من الحزب والمناضلين والمناضلات، وعلى علاقات ثقة مع لجنة الأخلاقيات، والأمانة الوطنية، ودعاها للشروع في الإعداد للمؤتمر الخامس، المقرر في الثلاثي الثاني، وتشكيل لجنة تحضير وتوفير شروط نجاح المؤتمر. وأعلن آيت أحمد، وهو أحد آخر القادة الأحياء من مجموعة الستة ولجنة التنسيق والتنفيذ في الثورة، عن إنشاء مؤسسة تحمل اسمه.
وأشاد في رسالة مطولة له بالنتائج التي حققها الحزب في الانتخابات الأخيرة، ومنها المحلية التي سمحت باكتساب مواقع جديدة، مشيرا إلى التحديات التي تواجه الأفافاس. ولفت في رسالته إلى التهديدات التي تواجهها المنطقة المغاربية وخصوصا من نافذة الساحل، فيما أن أنظمة المنطقة مشغولة بقمع شعوبها. واقترح آيت أحمد فتح حوار بين دول المنطقة المغاربية والتخلي عن الشعارات. ويعد قرار الانسحاب من الحياة السياسية والتنحي من منصبه منتظرا، بسبب تقدمه في السن، وهو ما أشار إليه صراحة في رسالته بالحديث عن ''دورة الحياة''. ويقول إطارات سابقون في الحزب إن آيت أحمد انسحب فعلا منذ فترة من تسيير شؤون الحزب، وأن مقربين منه يتولون التحكم في مقاليده باسمه.
وقلص آيت أحمد ظهوره في السنوات الأخيرة إلى الحد الأدنى، مكتفيا برسائل وبيانات، ولم يظهر إلا في تسجيلات فيديو يعود آخرها إلى مارس الماضي.
ويشكل غياب الدا الحسين عن المشهد السياسي، والحزبي في الجزائر، بداية مرحلة جديدة في جبهة القوى الاشتراكية، التي تشهد تحولات عميقة في بنيتها النضالية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف جمال
المصدر : www.elkhabar.com