الجزائر - Autres Religieux Musulmans


الشيخ الفقيه القاضي العالم العابد المتفنن المحصل على المجتهد الإمام أبو علي كان يسمى أبا حامد الصغير جمع بين العلم و العمل و الروع.
له المصنفات الحسنة و القصص العجيبة منها: "التذكرة في علم أصول الدين" كتاب حسن من أجل الموضوعات في فنه، و منها "النبراس في الرد على منكر القياس" كتاب حسن ما رئي في الكتب الموضوعة في هذا الشأن مثله و كتاب في علم التذكير سماه "التفكير في ما تشمل عليه السور و الآيات من المبادئ و الغايات" كتاب جليل سلك فيه مسلك إحياء الغزالي و كانت الجن تقرأ عليه.
و لي قضاء بجاية، و دخل عليه الموارقة، هو قاضيها فألجؤوه لبيعتهم و أكرهوه مع غيرها عليها و كانوا يتمثلون و لا يبدون وجوههم فامتنع من البيعة و قال: لا نبايع من لا تعرف هل هو الرجل أو امرأة فكشف له الميوروقي و هذا منتهى ما بلغ من توقفه و هو أمر كبير عند مطالبته بالبيعة لولا علو منصبه و تأخر عن القضاء و بقي على دراسة العلم و الإشتغال و احتاج إليه الناس في أمر دينهم فمالوا إليه و عولوا في أمرهم عليه و كان يقول إذا أشير إليه بالتفرد في العلم و التوحيد في الفهم: أدركت ببجاية سبعين مفتيا ما منهم من يعرف الحسن بن علي المسيلي، و مرض في زمن ولايته القضاء فاستناب حفيده على الأحكام و كان له نبل فتحاكمت عنده يوما امرأتان ادعت إحداهما على أخرى أنها أعارتها حليا، و أنها لم تعده إليها و أنكرت الأخرى فشدد على المنكرة و أوهمها حتى اعترفت و أعادت الحلي. و كان من سيرة هذا الحفيد أنه إذا انفصل عن مجلس الحكم لجده الفقيه أبي علي و يعرض عليه ما يلقى من المسائل فدخل عليه فرحا و عرض عليه هذه المسألة فاشتد نكير الفقيه رضي الله عنه و جعل يعيب على نفسه تقديمه و قال له إنما قال النبي صلى الله عليه و سلم: "البنية على المدعي و اليمين على من أنكر" و استدعى الشاهدين و أشهد بتأخيرة و هذا من ورعه و وقوفه مع ظاهر الشرع و على هذا يجب أن يكون العمل و هو المهذب مالك و ظاهر مهذب الشافعي تحويز الأمر فأي شيء وصل إليه حصل القصد و لأجل هذا يجيزون قضاء الحكم بعملهم و الحق خلافه لحديث "فإنما أقضي له على نحو بالإسكندرية يسمى فراجة و كان عالما رفيع القدر و الهيأة معرضا مع أبناءه الدنيا لا يخاف في الله لومة لائم فتفق أن عامل بها رجل بياعا و دفع له درهما فوضعه البياع في قبضه ثم لم تتم بينها المعاملة فقال الرجل للبياع: أصرف علي درهمي فقال له البياع: لا أعرف الدرهم و لكن ما هذا مكانه فحلف الرجل بطلاق زوجته لا يأخذ إلا درهمه بعينه و كثرت بينهما المراجعة إلى أن ترافعا إلى هذا الوالي فراجه فوصفا له قصتهما فأطرق الساعة ثم قال للبائع ادفع للرجل جميع ما في قبضك من الدراهم و يدفع لك مكانها دراهم من عنده ليتحلل بذلك من يمينه و كانت الفتوى مرضية صحبها ذكاء فنهي المجلس بحاله إلى الفقيه أبي القاسم ابن الجارة فاستحسن فتواه و صوابها ثم خاف أن يحمله العجب على أن يفتي في غيرهما من المسائل بغير علم و لا موافقة شرعية فتوجه إلى الوالي حتى وصل إلى باب داره فقال له: أنت المفتي بين الرجلين في كذا؟ فقال: نعم، فقال له: من أباح لك التسور على فتاوى العلماء و الدخول في أحكام الشرع؟ إياك أن تتعرض لما لست له أهلا فقال له: يا فقيه أنا تائب، فقال: أما إذا تبت فانصرف و احتفل بالجد في ما كلفت به و لا تتعرض لما ليس من شأنك توفي ببجاية ودفن بباب انسيون اهـ.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)