أجمع الأخصائيون، من أساتذة ودكاترة في علم الإجتماع، على التطور الرهيب للفعل الإجرامي اليوم داخل المجتمعات، وكذا تنامي ظاهرة العنف على وجه التحديد، وذلك من خلال تدخلات هؤلاء في إطار فعاليات الملتقى الدولي المنظم حول موضوع الجريمة والمجتمع بجامعة البليدة على مدى اليومين الفارطين، حيث لم يستثن هؤلاء المجتمع الجزائري من هذا التطور السلبي، باعتباره يشهد سلسلة من التحولات غير المنتظمة التي هزت قوة ودور المؤسسات التربوية والإجتماعية والقانونية داخل هذا المجتمع• يؤكد الأساتذة المختصون في تحليل ظاهرة الجريمة في المجتمع الجزائري، أن التحولات الإنتقالية التي مست هذا المجتمع قد أثرت على مختلف مكونات بناه الإجتماعية والسلوكية والأخلاقية، لتفرز بذلك جملة من التصرفات لم تكن مألوفة من قبل في سياق النسيج الإجتماعي، بالصورة والحجم الذي جعلها ملفتة للإنتباه، حيث كان ذلك نتيجة لما فرضة الوضع من سبق متسارع وغير منتظر بعيد عن القيم السائدة في المجتمع غير قادر على تثبيتها داخل المجتمع، فيما أظهر هذا الوضع معايير جديدة تجذب الأفراد تكيفت مع مرحلة إنتقالية تفتقر إلى عوامل الإستقرار، خاصة، حسب تدخلات المشاركين بالملتقى، التغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري منذ أحداث أكتوبر 1988 إلى اليوم حملت آثارا سلبية مست التكوين الإجتماعي والسلوكي للفرد الجزائري، وبالأخص عند فئة الشباب، وما كان لذلك من دور حتمي في تزايد ظاهرة العنف والجريمة د اخل المجتمع• تشير الأرقام والإحصائيات المتوفرة حول تطور الجريمة بالمجتمع الجزائري إلى التنامي المتصاعد للظاهرة، ولو أن هذه الإحصائيات تبقى بعيدة عن مصادرها الرسمية، فيما تتنوع ظواهر العنف والفعل الإجرامي من الإدمان الذي يعرف انتشارا واسعا داخل المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة، وكذا ظاهرة الإنتحار التي تعرف تزايدا مستمرا، حسب الدراسات الإجتماعية التي أجريت في هذا الصدد، إلى جانب الإغتصاب الذي اعتبر كظاهرة غريبة عن المجتمع خاصة خلال العشرية السوداء التي سجلت اغتصاب أكثر من 7000 امرأة حسب دراسة قامت بها الجمعية الوطنية للتضامن مع المرأة الريفية• كما يضاف إلى هذه الجرائم ما يعرف بالجريمة المنظمة وعصابات المافيا• الجدير بالذكر أن الأخصائيين في علم الإجتماع يرجعون هذا التطور في الجريمة داخل المجتمعات إلى عوامل عديدة، منها التفكك الأسري، التأثير السلبي لوسائل الإعلام والإتصال على التقاليد والقيم الإجتماعية والأخلاقية الأصيلة، إلى جانب الفقر والبطالة المتفشية داخل المجتمع، وكذا ما تفرضه العولمة كعامل أساسي وعام من تأثير في تطور الجريمة داخل المجتمعات• فيما ذهب الملتقى إلى تصنيف اليهود كشعب وسلطة كقوة مجرمة لما يتم اقترافه بصفة متواصلة ضد الشعب الفلسطيني من مجازر في حق الأطفال وجميع شرائح المجتمع باستعمال مختلف الوسائل المحظورة• نشير إلى أن الملتقى الدولي حول الجريمة والمجتمع قد عرف مشاركة العديد من الأخصائيين عبر جامعات الوطن وآخرين من سوريا والأردن، تناولوا بالشرح والتحليل جميع الجوانب المهمة للموضوع• الأحوال آمال
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/12/2009
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com