الجزائر

حزب " الوسطيين " يدعو لتحقيق التغيير السلمي وبناء معارضة حقيقية



حزب
صرح رئيس الوسطييين، المهدي عباس علالو، على هامش المؤتمر التأسيسي الذي انعقد نهار أمس بمدينة بومرداس، أن حزبه سيمارس المعارضة الحقيقية وسيكون اضافة جديدة للطبقة السياسية في الجزائر، وأضاف أن الرأي العام الوطني تعود على ارتباط عضوي بين الأحزاب السياسية وبين السلطة، مما أدى الى تراجع الأداء السياسي وعزوف الشعب عن التفاعل والانخراط في المشهد السياسي والاستحقاقات الانتخابية. وأكد ان هذا التماهي الذي تحكمه مصالح مشتركة بين ما أسماه بالمجموعات الحاكمة والمجموعات السياسية، سيكون مآله الزوال لما تتشكل طبقة سياسية حقيقية.
وقال علالو في تصريح له ل " الجزائر الجديدة " ان حزب الوسطيين قوامه الاعتدال في المواقف والمقاربات، وشعاره التغيير السلمي الذي استوجب تحقيقيه بتضافر جميع الجهود لانقاذ البلاد مما أسماه ب " سطوة " المجموعات الحاكمة، واعادة القرار الديمقراطي للشعب الجزائري، مستغربا انتهاء الجزائر بعد نصف قرن من الاستقلال الى بلد متخلف يعجز عن تحقيق أدنى متطلباته، بالرغم من الثروات البشرية والطبيعية التي يزخر بها، واعتبر ان العبرة ليس في كم الأحزاب السياسية وانما العبرة حسب- المتحدث- في نوعية تلك الاحزاب والبرامج التي تقدمها للشعب، واستدل بمدريد الاسبانية التي يقول تضم حوالي 600 حزب سياسي، لكن في الواقع هناك عدد قليل جدا من الأحزاب الجدية والنااشطة في الميدان.
وذكر رئيس حزب الوسطيين في كلمته امام المؤتمرين بأن حزبه، ظل ينتظر منذ العام 2008 لمصالح وزارة الداخلية من اجل الحصول على الاعتماد الرسمي، الا انه ورغم استيفائه جميع الشروط لم يتحقق الأمر الا في الثاني عشر ديسمبر المنصرم، وهو ما يطرح حسب- المتحدث- عدة استفهامات لا يجيب عنها الا وزير الداخلية، ويدخل " الشكوك " في تعاطي الوصاية مع اعتماد الاحزاب رغم مزاعم الانفتاح الديمقراطي. وأكد علالو للحضور ان السلطة لا يجب أن تفهم المعارضة بأنها " عدوة " لها، بل هي بمثابة " التحقين " الذي يحصن الساحة السياسية والمجتمع عموما من الانزلاقات وممارسات التعسف.
من جهة اخرى أكد زعيم الوسطيين أن حزبه لا يخشى أزمات البطالة والسكن لأنه يملك البدائل الناجعة والشاملة لمعالجة كل الانشغالات اليومية للجزائريين، وذلك عن طريق تحقيق التغيير السلمي، والوصول الى الرجل المناسب في المكان المناسب، والى دستور لا يوضع لحماية المجموعات والأشخاص وانما لدستور يحقق احترام الجميع واجماع الجميع ولو بصورة نسبية، وانتقد- المتحدث- ما أسماه بالأسلوب الفردي في تسيير شؤون البلاد، داعيا لبناء مؤسسات قوية في مقدمتها رئاسة الحكومة.
وعن التطورات الأخيرة في أزمة رهائن عين اميناس، دعا علالو الجزائريين الى دعم وتأييد مؤسسة الجيش كما يدعمون الفريق الوطني لكرة القدم، واعتبر أن المسألة تنطوي على أجندات في غاية الخطورة، لأن مشكلة الحدود البرية في الجنوب هي خاصرة رخوة، يجب تعامل الجزائر معها بكل حزم وجدية وسيادة بعيدا عن ضغوط المصالح والنفوذ، كما شدد على موقفه الرافض لأي تفاوض او تقارب مع الارهاب، الذي استهدفه لمرتين خلال التسعينيات. وأضاف ان الجزائر التي تزعم تحييد البلد من رياح الربيع العربي، كل الظروف مهيأة فيها للإنفجار وشدد ان المال وحده لا يكفي لصناعة الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ان لم يتحقق التغيير السلمي.
وأكد في المؤتمر الذي حضره مدعوين وناشطين في المجتمع المدني من تونس والمغرب ، أن الوسطيين هو نسخة لحزبه السابق" الجمعية الشعبية للوحدة والعمل " التي حلت حسبه من طرف الحكومة في منتصف التسعينيات بقرار وصفه ب " التعسفي " وهو يحمل نفس الأفكار والبرنامج، خاصة فيما يتعلق بالعمل على بناء مغرب ثلاثي كبير يتكون من تونس والجزائر والمغرب، كبديل لمشروع الاتحاد المغاربي المتهاوي، معتبرا أن موريتنيا وليبيا لا مكان لهما في مشروعه لأنهما برأيه لا يملكان مقومات الدولة، وعلل ذلك بأن البلدان الثلاث يمثلون 100 مليون نسمة وهو عامل يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو معطى كافي لتأسيس كيان اقليمي بمقاربات ونخبة جديدة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)