تحولت مقرات الأحزاب وكذا المداومات الولائية والبلدية خلال الحملة الانتخابية إلى خلايا نحل، إذ لا تكاد تتوقف عن النشاط، وقد تزايدت وتيرة عملها الميداني في الأسبوع الثاني من الحملة كما كان متوقعا، قبل أن تصل إلى ذروة الحركية في الأيام الأخيرة منها، ولدى تنقل «الشعب» إلى البعض منها وقفت على التجند الكبير للطبقة السياسية تحسبا للامتحان الكبير، ممثلا في الانتخابات المحلية المقررة يوم 23 نوفمبر.وتقاطع مدراء المداومات والحملة الانتخابية وكذا إطارات التشكيلات السياسية، في تأكيد أهمية العمل الميداني اليومي المكثف الذي يقوم به رؤساء القوائم، الذي يضاف إلى المهرجانات الشعبية التي تنشطها القيادة، في محاولة لإقناع الناخبين باختيار من يمثلهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وبالنسبة لهم لا مجال للوعود الكاذبة لأنها سبب تنفير الناخبين من أداء الفعل الانتخابي.
«الأفلان»: ثقة كبيرة للحزب العتيد... واستعداد حثيث لكل يوم
على غرار الأحزاب المشاركة في الانتخابات المحلية المقررة يوم 23 نوفمبر الجاري، يعيش بيت حزب جبهة التحرير الوطني حركية غير عادية، لاسيما وأن البرنامج الذي تم إعداده على مستوى العاصمة مكثف، أمر طبيعي كونها تضم أكبر عدد من المجالس الشعبية البلدية، وكل التشكيلات السياسية تراهن على إحراز أكبر عدد ممكن من المجالس المنتخبة في الولايات الكبرى بشكل عام.
الحركية التي يعيش على وقعها مقر حزب جبهة التحرير الوطني خلال الحملة الانتخابية، تختلف بالتأكيد عن الأيام العادية لاسيما وأن التحضير لبرنامج كل يوم يستلزم تجند جميع الإطارات تحسبا لتنشيطها، وتم الاتفاق على الالتقاء بالمقر المركزي قبل الانتشار في الميدان، والتقت «الشعب» لدى تنقلها إليه، كل من وزير النقل السابق بوجمعة طلعي، ووزير الفلاحة الأسبق عبد السلام شلغوم، وهما يهمان بالمغادرة مرافقين الأمين العام جمال ولد عباس لتنشيط تجمع شعبي بالعاصمة.
ولأن قيادة «الأفلان» تسعى إلى الحفاظ على المرتبة الريادية، التي مكنتها من أن تكون في مقدمة القاطرة السياسية، بعد افتكاكها أكبر عدد من المنتخبين في جميع المجالس المنتخبة البرلمانية والمحلية على حد سواء، فان الضغط الذي تعيشه يكون مضاعفا، وان أكد الأمين العام جمال ولد عباس في عدة مناسبات بأنها الحزب في أريحية ولا يخاف مثل هذه الامتحانات، مستندا في ذلك إلى رصيده في الاستحقاقات الانتخابية المتعاقبة.
وإذا كان المقر المركزي للحزب الكائن بحيدرة، يعج في الصباح الباكر بالمناضلين والإطارات، فانه سرعان ما يميزه الهدوء في الساعة التي تسبق تنشيط اللقاءات الجوارية، بعد تنقل جميع المعنيين بتنشيط الحملة وفي مقدمتها الأمين العام إلى الميدان، قبل الالتحاق مجددا بالمقر لتسطير الخطوات التي يتم إتباعها في اليوم الموالي وتقسيم المهام، بما يضمن انسجام وتكامل في عمل الفريق.
وفي تصريح مقتضب ل «الشعب»، ذكر العضو القيادي والمكلف بالإعلام ب «الأفلان» الصادق بوقطاية بالخبرة الكبيرة للحزب في الحملات الانتخابية، والأهمية التي يوليها لانتخابات المجالس الشعبية الولائية والبلدية، على اعتبار أن للأخيرة دور سياسي واجتماعي واقتصادي، كما أنها تتكفل بكل انشغالات المواطنين على المستوى المحلي، وأشار في سياق حديثه عن الحملة الانتخابية، إلى برمجة 15 تجمع شعبي، على أن يتنقل الأعضاء القياديين وأعضاء اللجنة التحضيرية إلى كل ربوع الوطن، لتنشيط لقاءات جوارية.
تاج: تنسيق مستمر بين المداومة الولائية والمداومات البلدية
تزامن تنقلنا إلى مقر المداومة الولائية لحزب تجمع أمل الجزائر تاج ويوم الجمعة، ورغم أن الساعة كانت تشير إلى حدود الساعة السادسة بعد الزوال، إلا أن الحركية كانت كبيرة بعد التحاق الإطارات والمناضلين، تحسبا ليوم جديد من الحملة، وذلك تحت إشراف مدير المداومة السعيد بن عميروش شاب لا يتجاوز عمره 28 ربيعا، الذي تقع على عاتقه مهمة التنسيق.
برمجت قيادة حزب تجمع أمل الجزائر تاج برنامجا مكثفا على مستوى بلديات العاصمة، ينشطه رؤساء القوائم، على أن تنسق المداومة الولائية برنامجها مع المداومات البلدية، لاسيما ما يخص البلديات التي يتم التنقل إليها ومرافقة الإطارات، على أن يجتمع أعضاء الهيئة مجددا وفق ما أوضح بن عمروش ل «الشعب»، بالمقر المركزي الكائن ببلدية دالي إبراهيم نهاية اليوم، لتقييم النشاط اليومي، واستعدادا لليوم الموالي.
ورغم انشغاله بالتنسيق بين نشاط المداومة الولائية مع نشاط ما لا يقل عن 57 مداومة بلدية، إلا أنه يستقبل المواطنين والمناضلين، ويرد بصدر رحب على كل انشغالاتهم واستفساراتهم، قبل العودة مجددا إلى الوقوف على كل النشاطات بينها اللقاءات الجوارية، والتنقل إلى المقاهي بالنسبة للرجال، والى البيوت بالنسبة للنساء، بالإضافة إلى التجمعات الشعبية.
حزب العمال: وتيرة سريعة
لا يختلف الوضع داخل مقر حزب العمال الذي تميزه وتيرة سريعة، ورغم مرور الأسبوع الأول عن الحملة الانتخابية، إلا أن ما يلفت انتباه من يدخل إليه الملصقات التي توليها القيادة كل الأهمية، واستنادا إلى توضيحات مدير الحملة الانتخابية رزقي يعيش، فان عملية إلصاقها متواصلة تحت إشراف فرق خاصة، مبديا تأسفه لتمزيقها ببعض البلديات.
رزقي يعيش الذي يتصدر قائمة المجلس الشعبي الولائي بالعاصمة، أكد ل «الشعب» تسطير برنامج يومي مكثف في إطار الحملة يقود المرشحين إلى كل أحياء وشوارع بلديات العاصمة، وفي لقاءات جوارية يتم شرح برنامج الحزب ومقترحاته فيما يخص الجماعات المحلية التي تلعب دورا حاسما في المرحلة المقبلة التي تتميز أساسا بتكريس مسعى التنوع الاقتصادي.
ويجوب مرشحي حزب العمال كل المناطق في محاولة لإقناع الناخبين بمنحهم أصواتهم، لاسيما وأن المنافسة الشرسة بين مختلف التشكيلات المشاركة، التي تراهن كل واحدة منها على افتكاك أكبر قدر من التمثيل يمكنها من تسيير المجالس الشعبية المحلية.
وأكد ذات المتحدث الأهمية التي يوليها الحزب للملصقات، التي تشرف عليها فرقا خاصة يوميا، موازاة مع فتح صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، الذي لا يحل بأي حل من الأحوال محل الملصقات حسبه لأن ليس كل الجزائريين يتصفحون المواقع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/11/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رصدتها فريال بوشوية
المصدر : www.ech-chaab.net