الجزائر

حركية غير مألوفة بالمدينة: لقاء الموك والخروب يكسر الرتابة بقسنطينة


عرفت مدينة قسنطينة حيوية كبيرة ليلة وصبيحة المباراة المثيرة التي جمعت أمس، الفريق المضيف مولودية قسنطينة والضيف جمعية الخروب، نظرا للأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه المواجهة، بما أن الفريقين يتواجدان في مقدمة الترتيب وينافسان بقوة على الصعود، وشهدت مختلف أحياء المدينة حركية كبيرة، لم تألفها خلال السنوات الأخيرة.وعاشت أحياء عواطي مصطفى المعروف محليا باسم "طريق سطيف" و"الكدية" وشارع "عبان رمضان" ونهج "بن مليك"، حركية كبيرة من طرف أنصار المولودية الذين زينوا ليلة المباراة أحياءهم باللونين الأبيض والأزرق، تحضيرا لغزو ملعب بن عبد المالك رمضان، كما عرفت تجمعات للأنصار في شكل مجموعات من أجل تنظيم طريقة التشجيع أثناء المواجهة، من خلال رفع رسائل هادفة تعبر عن الوضعية المادية الصعبة للفريق، والتي لم تمنع من المنافسة على الصعود، إضافة إلى رسائل تمجد النادي الأبيض.
كما تهافت ليلة المباراة وفي الساعات الأولى من صبية اللقاء، الأنصار على اقتناء التذاكر، خاصة وأن حمى اللقاء تصاعدت أكثر بعد الأجواء الرائعة التي صنعها "ليموكسيت" والتي أغرت الكثير من الأنصار الذين كانوا غير مهتمين بالتوافد على الملعب لتغيير رأيهم، وهرعوا لاقتناء التذاكر من بعض النقاط المعتمدة من طرف الإدارة، ما جعل كل الكميات تنفذ في وسط المدينة وكذا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي.
أكبر حضور لجماهير الموك هذا الموسم
سجلت جماهير فريق مولودية قسنطينة، أكبر حضور لها بملعب بن عبد المالك منذ بداية الموسم، حيث لعبت المواجهة بأكشاك مغلقة بعد الإقبال الكبير عليها صبيحة المواجهة، خاصة وأن أبواب الملعب فتحت قبل 3 ساعات من موعد المواجهة، إضافة إلى نفاذ حصة كبيرة منها بل الأغلبية على مستوى نقاط البيع قبل 3 أيام من تاريخ إجراء اللقاء.وفاق عدد الجماهير الحاضرة 14 ألف مناصر، بعد تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، ما جعل الفريق ينافس من أجل الصعود، إضافة إلى أن المناسبة تتعلق بمواجهة فريق جار يحتل صدارة الترتيب وهو جمعية الخروب، لتصنع تلك الجماهير الفرجة من على المدرجات، وساندت الفريق بكل قوة قبل وأثناء المواجهة، من خلال ترديد أغاني جديدة وأخرى قديمة، وترديدها أصبح تقليدا بالنسبة للأنصار. كما أبدعت فرق "الإلتراس" من مدرج الحرية من خلال رفع عدة رسائل، إضافة إلى "تيفو" تم التحضير لها قبل موعد المباراة بأيام، ليكون لهذا المدرج دور كبير في تحريك بقية الجماهير الحاضرة في الملعب، حيث تفاعل الأنصار بمختلف أعمارهم ومستوياتهم على غرار المدرجات المغطاة المحاذية للمنصة الشرفية والتي تعرف تواجد كبار السن والأنصار القدماء، والذين تفاعلوا من شدة رغبتهم في تحقيق الفوز على الجار.أنصار الجمعية صنعوا أجواء رائعة بمعاقلهم
من جهتهم، صنع أنصار جمعية الخروب أجواء رائعة قبيل المواجهة بمعاقلهم في مدينة الخروب، أين علقوا رايات كبيرة بوسط المدينة "الفيلاج"، تحمل الألوان التاريخية للنادي والمتمثلة في الأبيض والأحمر وهما اللونين التي تزينت بهما المدينة، ما جعل سكان الخروب يعيشون أجواء رائعة.كما تنقل عدد من أنصار جمعية الخروب لملعب بن عبد المالك رمضان، وتم إجلاسهم بالمدرجات المغطاة على يمين المنصة الشرفية، أين ردد الأنصار الحاضرون مختلف الأغاني الممجدة لناديهم وأخرى تدعو لتحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة، كما تزين المدرج الخاص بهم باللونين الأبيض والأحمر، ما جعل لاعبي الجمعية يحيون أنصارهم كثيرا قبل بداية اللقاء.
شباب من قالمة وتبسة وميلة في المدرجات
جلبت مواجهة مولودية قسنطينة والجار جمعية الخروب، الكثير من محبي الرياضة كرة القدم، حتى أن مدرجات ملعب الشهيد بن عبد المالك عرفت تواجد شباب قدوا من ولايات مجاورة على غرار قالمة وميلة وحتى تبسة، وهم الذين فضلوا زيارة عاصمة الشرق، لحضور أطوار هذه المباراة المحلية القوية، التي لم يتخلف عنها أيضا أنصار شباب قسنطينة أو السنافر، كون عدد معتبر منهم حضروا هذا الصدم القوي.
تنظيم أمني محكم وانتشار كبير لرجال الشرطة
وعرفت الأجواء التي سبقت المواجهة تنظيما أمنيا محكما، من خلال انتشار واسع لرجال الشرطة على بعد عشرات الأمتار متن الملعب من أجل ضمان الأمن للجماهير المتوافدة على الملعب، حيث تواجد عدد من رجال الشرطة بحي المنظر الجميل وكذا بمدخل حي "السيلوك" باتجاه الملعب، إضافة إلى انتشار تشكيلات بالقرب من محور دوران بشارع عبان رمضان وكذا مدخل شارع بلوزداد لتأمين المواطنين وإحباط أي محاولة للشغب أو العنف بين الأنصار.
كما تميز رجال الشرطة في فرض الانضباط داخل الملعب، من خلال الانتشار الكبير بين الأنصار وتنظيم طريقة الدخول للملعب، خاصة وأن المواجهة عرفت إقبالا كبير من أنصار الفريقين، وساهم إجراء فتح الأبواب مبكرا في تنظيم دخول الجماهير التي توافدت على مجموعات، مع القيام بتفتيش دقيق لكل الوافدين لملعب الشهيد بن عبد المالك.واكتسبت الشرطة الخبرة الكافية لتسيير المواعيد الكروية الهامة والكبيرة بعد التنظيم الرائع لمباريات بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، وهي الخبرة التي ساهمت في التنظيم الجيد قبل وأثناء وبعد المباراة، كما حضرت تشكيلات من الجهة الأمنية للملعب قبل إجراء اللقاء بمدة 24 ساعة، أين تم عقد جملة من الاجتماعات الأمنية من أجل ضمان الأمن والاستقرار داخل الملعب وخارجه. كما لعب رجال الشرطة دورا كبيرا في تأمين أنصار جمعية الخروب، خاصة وأن العلاقة بين الجماهير لم تكن جيدة، بسبب أحداث حصلت في لقاء الذهاب، ولكن حنكة شرطة قسنطينة مكنت من السيطرة على الأمور ، خاصة بعد فصل الجماهير أثناء خروجهما من أجل تفادي مواجهتهما خارج الملعب، كما رافق تشكيل أمني أنصار جمعية الخروب إلى غاية نقطة الالتقاء بموقع ركن وسائل النقل التي قدموا على متنها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)