لم تخرج المنطقة العربية من دائرة اهتمام القوى العالمية الفاعلة، منذ بداية مرحلة الاستعمار وتفكك الدولة العثمانية، وكان هذا الاهتمام يترجم في كل مرحلة في الشكل الذي يتناسب مع أهداف هذه القوى،ووفق ما تتيحه التوازنات والخصوصيات التاريخية، وكانت العناصر الخارجية الجديدة التي تطرأ في كل مرحلة تلقي بظلالها على طبيعة التشكيلات السياسية والاجتماعية وتطرح مهمات وتحديات أمام المجتمعات العربية، في بنيتها وآفاق تطورها، حيث انه منذ بداية التسعينات من القرن العشرين اتخذت الإستراتيجيات الغربية تجاه المنطقة طابعا مميزا، حكمته جملة من الظروف الناتجة عن تحولات كبرى حصلت في العالم، وعن مآلات المرحلة التاريخية السابقة التي عاشتها المنطقة، مما فرض على العديد من النظم العربية انتهاج خيار الإصلاح السياسي،والأخذ بقدر معلوم من التعددية السياسية،لكن يجب التذكير هنا بأن الدراسة ليست معنية بتحليل نماذج التحول في تلك الدول،وإنما ستعالج موضوع العوامل والمؤثرات الدولية ودورها في عملية التحول تلك، نظرا لأهمية تلك المؤثرات النابعة من التحول في النظام الدولي، لاسيما في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عمر مرزوقي
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 3, Numéro 2, Pages 37-58 2013-07-01