حركة الإصلاح الوطني تحذّر إنشاء مجلس تأسيسي يعدّ التفافا حول بيان أول نوفمبر

 انتقد جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، أمس، ما أسماهم بحملة فكرة إنشاء مجلس تأسيسي، وقال أن السير وراء هذا المسعى يعدّ التفافا صريحا على بيان أول نوفمبر 54 الذي قامت عليه الثورة، ومحاولة لإعادة صياغة جزائر بلا هوية ولا تاريخ.
وركز أمين عام حركة الإصلاح، في لقاء بمناضليه بقاعة المكتبة المركزية بودراي صالح بالمسيلة، على أهمية التغيير في البلاد، وقال إن حركته '' كانت من أوائل المبادرين إلى الدعوة إلى هذا المسعى لكن شريطة أن يكون هادئا وسلميا وحضاريا وليس كما ينادي إليه البعض من تجار السياسة ''، رغم اعترافه بوجود حراك سياسي وشعبي نتيجة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وظروف الحياة اليومية ''. لكن مع ذلك يؤكد بن عبد السلام بأنه ليس ذلك مبرّرا للزجّ بالبلد في متاهات المجهول، نحن ننشد التغيير نحو الأحسن، والحديث عن إعادة صياغة وضع جديد يهم رافعي لواء هذا المسعى فقط ''.
وحذّر المتحدّث من مغبة الانسياق وراء شعارات حقوق الإنسان والحرية التي يتبجح بها الغرب وأمريكا، واصفا إياها بـ ''الهدايا المسمومة والبضاعة المغشوشة التي ما فتأ يصدرها هذا الغرب وأزلامه إلى البلدان العربية ويتجاهلها كل ما تعلق الأمر بإسرائيل''، داعيا هؤلاء إلى إعادة قراءة بيان أول نوفمبر مرات ومرات للإيمان مجددا بأن طبيعة الدولة الجزائرية فصل فيها هذا الأخير، ولا يمكن بأي حال العودة لاجترار حديث الهوية والثوابت وغيرها ''. ودعا بن عبد السلام إلى ضرورة الوعي بالمخاطر التي تترصد البلد من كل جهة وجانب، خطر الإرهاب في الجنوب، والثورات التي أحاطتنا من كل حدب وصوب،إذن فنحن مدعوون، كما شدد ذات المتحدث، من أعلى هرم في دولة إلى أدناها، نخبا ومؤسسات، للعمل على التغيير ونبذ تكريس فكرة صراع الأجيال وفتح الأفاق للشباب. من جهة أخرى لم يفوّت الأمين العام لحركة الإصلاح فرصة الاحتفاء بالعيد الوطني للطالب دون التعريج على مآثر هذا الجيل في الثورة، والتحديات التي تواجهه اليوم، وناشد هؤلاء بركوب موجة التغيير البناء بوصفهم نخبة الوطن وعماده في المستقبل، منتقدا في ذات الوقت وزارة التعليم العالي التي بحسب ذات المتحدث حوّلت الجامعة الجزائرية إلى مخبر للتجارب الفاشلة، واصفا إياها بجامعة ''كوبي كولي'' ليس أكثر.