حرق وتخريب منشآت عمومية في عدة بلديات بالوادي محتجون يثورون ضد انقطاعات الكهرباء

تطورت موجة الاحتجاجات اليومية المتكررة الساخطة على الانقطاعات الكهربائية عبر عدة بلديات في الوادي ،من مجرد قطع الطرق وإشعال العجلات المطاطية إلى تخريب وحرق منشآت عمومية واندلاع مشادات بين عشرات المحتجين وقوات الأمن واعتقال عدد من المتظاهرين.
ففي بلدية أميه ونسة هاجم عشرات الشباب المراهقين، وقت صلاة العشاء من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، مقر دائرة أميه ونسه وخربوا جميع مكاتبها بما فيها مكتب رئيس الدائرة وأحرقوها على الآخر وحولوا جدرانها إلى رماد، حيث أتلفت الوثائق والتجهيزات وتم الاستيلاء على أجهزة للإعلام الآلي، كما أحرقوا سيارة تابعة للدائرة، وقد حاول أعوان الحماية المدينة التدخل لإطفاء الحرائق فهاجمهم المحتجون بالحجارة فتراجعوا على أعقابهم.
ثم بعدها سار المتظاهرون وهم غاضبون باتجاه الفرع البلدي فكسروا سوره الخارجي وخربوا غرفة الحراسة ومكتب التضامن، كما عاثوا فسادا في مقر الهلال الأحمر الجزائري ومقر إحدى الجمعيات، حيث تم إتلاف وبعثرة كميات من الألبسة والمواد الغذائية المخصصة لقفة رمضان والاستيلاء على تجهيزات إلكترونية. كما تم الهجوم على فرع البناء والتعمير الموجود بذات الفرع.
وحسب تصريحات بعض المواطنين في عين المكان، فإن الانقطاعات الكهربائية كانت تسجل كل ساعة، حيث أفطروا وصلوا التراويح في الظلام، كما أن الكثير لم يستطع سماع أذان الإفطار بسبب انقطاع الكهرباء، وحسبهم فإن مجموعات من الشباب الساخطين الذي فقدوا صبرهم خرجوا لقطع الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تفرت والوادي، إلا أن خطتهم تحولت باتجاه مقر الدائرة وبيت رئيسها، حيث وجدوا المكيفات تشتغل لوجود مجمع كهربائي مستقل بها ''مولد كهربائي''، ما أثار حفيظتهم فقاموا بمهاجمة وتخريب وحرق هذا المرفق الرسمي.
أما في بلدية البياضة ولنفس سبب الانقطاعات الكهربائية، فقد هاجم عشرات الشباب مقر البلدية قبيل صلاة التراويح وخربوا مكاتبها، كما أحرقوا شاحنة وثلاث سيارات من نوع ''دي.أف.م'' وسيارتين من نوع طويوطا هيليكس وجدوها داخل مقر البلدية. وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب للحيلولة دون تسجيل المزيد من الخسائر وطوقت مقر البلدية، ودخل عناصرها المدججين بالعصي في حركات كر وفر مع المحتجين الذين كانوا يقذفونهم بالحجارة، كما اعتقل نحو 11 متظاهرا لم يلبث أن أطلق سراحهم وكيل الجمهورية لدى محكمة الوادي.
وكانت عدة بلديات شهدت، أول أمس، حركات احتجاجية جراء الانقطاعات الكهربائية، حيث قطع عشرات الشباب طرقا وطنية وولائية مستعملين المتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية كما هو الحال في بلديات وادي العلندة والرباح وتغزوت وكوينين وحاسي خليفة.