الجزائر

حرفيات جعلن صناعة "السخاب" من الأولويات



أشارت الحرفيات اللواتي اخترن الحفاظ على كل ما هو تقليدي، من حياكة الزرابي وصناعة الحلي التقليدية وعلى رأسها "السخاب"، إلى أنه مصدر رزق لهن، مثل السيدة خضرة حمودي التي تصنع منه ما يوزع على محلات غرداية، التي يقصدها السياح من مختلف ولايات الوطن، وكذا الأجانب الذين يعمدون إلى اقتنائه بهدف استعماله للزينة أو تعطير البيوت، ليظل جزءا من ذاكرة السفر، حسبما أكده لنا صاحب محل لبيع المواد التقليدية بغرداية.أكدت الحرفية خضرة حمودي المعروفة في غرداية باسم "زوجة بابا عمر"، أنها عملت لسنوات طويلة في صناعة "السخاب" ذو العطرالقوي، مشيرة إلى أنها شاركت في العديد من المعارض التي ينظمها الديوان الوطني للسياحة، لتؤمن بدورها هذا الحلي التقليدي للسيدات اللائي يرغبن في التزين به عبر تراب الوطن.
عن اختيارها التخصص في هذا المجال، قالت السيدة خضرة "أنا أحب كل ما هو تقليدي، فقد عملت لسنوات طويلة في حياكة الزربية التقليدية الغرداوية والحنبل، إلى جانب اللباس التقليدي، على غرار "الكبوشة" و«المفتول"، إلا أنني تلقيت عراقيل جعلتني أحتفظ بصناعة "السخاب" فقط، الذي أحرص على توفيره لكل محلات غرداية، حيث يطلب مني بقوة، خاصة أنني أصنع الحقيقي منه الذي يمكن أن تحتفظ به المرأة طويلا، كما أنه يعد مصدر رزق لي أيضا".
عن حلي "السخاب" وطريقة صنعه وأشكاله، قالت محدثتنا وهي تصف طريقة تحضيره بيديها اللتين تشققتا بسبب المواد التي تصنعها به، "السخاب مطلوب جدا من طرف العرائس عبر ربوع الوطن، فالكثير من الفتيات يطلبن مني تحضير عقد منه كل حسب إمكانياتها، هناك من تكتفي بالمصنوع من الفرنفل والمزين ببعض قطع "العقاش" كبير الحجم، الذي يأخد دور القطعة الذهبية الكبيرة أو الفضية بالنسبة للميسورات ماديا، حيث ترتديه مع ملابس "التصديرة" وغالبا ما يصل طوله إلى ما تحت الخصر، وأحضره بالقرنفل الذي أقوم برحي أعواده جيدا، ثم أقوم بخلطه بالورد والمسك والعنبر ومواد أخرى تعد من أسرار المهنة، بعدها أعمد إلى تشكيل أهرام من العجينة متوسطة الليونة، أقوم بثقبها ثم أعكف على تركيبها في حلي قد يكون مكونا من خيطين أو ثلاثة، تزينها القطع سالفة الذكر".
فيما يخص المدة التي تحتاجها الحرفية لصناعة العقود قالت "أحتاج إلى يوم كامل أتفرغ فيه لصناعة أربعة عقود من السخاب، علما أن المواد المستعملة فيه تتسبب في تشقق اليدين، إلا أنني تعودت عليها لأنني أعتبرها جزءا من حياتي".
حيال الألوان التي تميز "السخاب"، قالت السيدة خضرة "أحرص على احتفاظه على لونه البني الطبيعي حتى تتأكد صاحبته أنه حقيقي وغير مغشوش، أي أنه مصنوع من القرنفل الطبيعي، لأن هناك من يصنعه بالطحين والتمر، فيتغير لونه ورائحته وغالبا ما يكون لونه أسود، علما أن هناك من يطلب مني أن ألونه بالأسود، لذا أعمل على تحقيق ذلك خدمة لذوق الزبون، كما أن سعره يبدأ من 2500 دج".
من جهتها، أشارت السيدة خديجة بوقران، رئيسة جمعية "الأصالة والتراث" بالأغواط، في معرض حديثها ل«المساء"، إلى حرصها الكبير على الحفاظ على المصنوعات التقليدية التي تعد فخرا للمرأة الصحراوية، على غرار صناعة الكحل، المسكية لإزالة العرق، و«السخاب" للزينة، إذ تعمد رفقة السيدات من أعضاء الجمعية إلى صنع أجمل القطع سواء في الزربية أو حلي الزينة التقليدية. ولتعريف عقد "السخاب"، تقول "يعد من أجمل العقود وأكثرها طلبا من طرف السيدات والفتيات، حيث يفوح عطره في المناسبات السعيدة بعدما تتزين به الحرائر، وشخصيا أصنعه بعجن القرنفل بمادة المسك، بعدها نشكل منه حبات صغيرة تثقب بعود الحلفاء، ليتسنى لنا فيما بعد تمرير الخيط المتين الذي يركب فيه ويزين في وسطه بالمسكية أو الخامسة".
❊أحلام.م


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)