الجزائر

حرفتي الخزف والفخار بطاقة هوية المجتمع ولابد من الحفاظ عليهما



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
أوضح سمير ابراهيمي، رئيس الجمعية الفنية "أيادي الجزائر" المهتمة بالمحافظة على فن الخزف والسيراميك، أن العمل الحرفي لابد أن يولى له اهتمام خاص، لاسيما أنه من أقدم ما صنعه الإنسان الذي تمكن من تحويل الطين إلى مادة صلبة، صنع منها كل ما يحتاجه لاستعمالاته اليومية، والحفاظ عليه يعني البقاء على جانب مما كان عليه الأسلاف.
تهدف الجمعية الوطنية "أيادي الجزائر"، حسب رئيسها، بالدرجة الأولى إلى نقل المعرفة من جيل لآخر، وهو أول اهتمام كل الحرفيين مهما كان اختصاصهم، فالأعمال الفنية جزء من الحضارة وتختلف تصاميمها من دولة إلى أخرى، تعكس أشكالها والرسومات التي تحملها ثقافة الدولة واهتماماتها، وطرق عيشها منذ زمن بعيد، ففي الجزائر، يضيف المتحدث، تجدها مستوحاة من الزخرفة الإسلامية والعثمانية على وجه الخصوص، ولا زال الكثير من الحرفيين اليوم، يهتمون بهذا المجال، لكن بلمسة فنية شخصية لكل حرفي.
على عكس بعض الحرف اليدوية المهددة بالزوال، يقول سمير براهيمي؛ لا زال الحظ يرافق حرفتي الخزف والفخار، نظرا لتعلق الفرد بالقطع الفنية التي تستعمل في الحياة اليومية، ليس ذلك فقط، بل ومنها القطع التي تصلح لأن توضع في متاحف للتأمل فيها، نظرا لجمالها وروعتها، الأمر الذي يدفع رجال الأعمال والسفراء والطبقة الراقية من المجتمعات، إلى اقتنائها كهدايا، كما أنها تدخل في بناء المنازل وتزيينها، كل هذا جعل الاهتمام أكبر بهاتين الحرفتين اللتين تدران مداخيل جيدة على أصحابها.
شدد المتحدث على أهمية حمل أصالة الفن من الحرفيين الكبار، الذين هم اليوم طاعنون في السن، واختفاؤهم يعني اختفاء أصالة الحرفة، وليس الحرفة، لأنهم يتقنون أساليبها ويدركون كل أسرارها التي تجعل منها قطعا تعكس ثقافة الجزائر.
أكد سمير ابراهيمي أن الجمعية تعمل دائما على تنظيم ورشات لفائدة الأطفال، كما تنظم في كل مرة معارض للحرفيين المختصين في المجال، من أجل تثمين العمل الحرفي المتعلق بالخزف، وتبادل الخبرات والتجارب، إضافة إلى فتح المجال أمام المهتمين والزوار لاكتشاف المواهب والقدرات التي يتمتع بها المختصون في تلك الحرف.
يقول ابراهيمي "تجدر الإشارة إلى أنه لابد من التفريق بين حرفتي الخزف والفخار، إذ يستخدم الخزف في أشياء كثيرة، كصناعة المزهريات والتماثيل والأطباق، كما يستعمل في عمل مجسمات الأسنان، وفي صناعة الأرضيات باسم "البورسلان"، لأنه أكثر صلابة وقوة ومقاوم لترسيب الماء، ويستخدم بكثرة في الحمامات كما يستعان به في المباني، الأسقف، والحوائط، ويدخل في تزيين المنزل من الخارج. أما الفخار فيستخدم مثلا، في صناعة الأباريق والقوارير لتخزين المياه وبقائها باردة، تصنع منه أيضا بعض الأواني لقوته في حفظها وحفظ برودتها، كما تصنع منها أيضا حصالة النقود..، كلها من أصل الطين، لكن تختلف النوعية وطريقة التحضير، حسب صلابة المنتج.
الجدير بالذكر، أن الجمعية الوطنية لحرفيي الخزف والفخار "أيادي الجزائر"، جمعية وطنية تأسست سنة 2013، تجمع حرفيين من 15 ولاية، وتعمل على ترقية الحرفة وضمان تناقلها بين الأجيال، لاسيما أنها من الأعمال الحرفية الراقية ذات النوعية، وقائمة على الجودة والبحث ولها تقاليد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)