الجزائر

حرب ليبيا وحرب الفضائيات



 يجد الجزائريون أنفسهم أمام معضلة إعلامية معقدة في تتبع أطوار الحرب الأهلية الدائرة رحاها على حدود الجزائر في الجارة ليبيا. وأمام رداءة التغطية الإعلامية للتلفزيون الجزائري، وغياب المراسلين للصحافة المكتوبة الوطنية بعين المكان، تبقى كل الفضائيات العربية والدولية موجهة بشكل لا يمكنها إعطاء الخبر الصحيح والموضوعي عما يجري فعلا في ليبيا، لأن أغلبها يعتبر طرفا في النزاع وبالتالي لا يمكنها ممارسة الإعلام بشكل موضوعي.
فقناة الجزيرة مثلا تعتبر نفسها قائدة الثورات العربية، بالإضافة إلى كون دولة قطر مشاركة بشكل مباشر في العمليات العسكرية، وبالتالي فإن الجزيرة لا يمكنها سوى توجيه الرأي العام العربي نحو الخبر الذي يخدم سياسة مالكها لتبرير موقف الدوحة من الأزمة الليبية. ونفس الشيء ينطبق على قناة العربية التي تعتبر الناطق الرسمي باسم العائلة المالكة في السعودية، التي تعتبر، هي الأخرى، طرفا في النزاع طبقا للسياسة المتبعة منذ البداية من قبل مجلس التعاون الخليجي.
أما فضائيات الدول الغربية فحدث ولا حرج. فقناة فرانس 24 الفرنسية لا يمكنها الخروج عن السياسة التي سطرها ساركوزي، حامل لواء الحرب على القذافي، زيادة على أنها أصبحت جهاز دعاية وإشهار للسلاح الفرنسي وخاصة آخر ما أنتجته من طائرات حربية. ونفس النهج تسلكه قناة البي بي سي المعروفة بالدعاية للسياسة الخارجية لبريطانيا على حساب الخبر الموضوعي.
وعندما نتكلم عن الفضائيات العالمية، هذا لا يعني أننا نلومها على خدمة سياسات بلدانها، لأن العكس هو المثير للاستغراب، ولكننا نلوم السياسة الإعلامية المتبعة من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي رغم كل ما يحدث من حولنا من تطورات وتغييرات يبقى متمسكا بنظرته الأحادية في مجال الإعلام ويرفض فتح المجال السمعي البصري، لا لشيء سوى خوفا على استقرار النظام ولو على حساب السياسة الخارجية للجزائر التي أصبحت بدون صوت على المستوى الخارجي، وعلى حساب الرأي العام الداخلي الذي أصبحت توجهه فضائيات أجنبية بالشكل الذي تريده.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)