الجزائر

حرب كلامية بين ساركوزي وغيتس حول تمويل حملة الناتو الكونغرس يرفض المشاركة الأمريكية في الحرب على ليبيا



باخرة سجناء تصل بنغازي قادمة من طرابلس دخل التحالف الغربي الداعم للعملية العسكرية بليبيا في حالة تصدع بعد أشهر قليلة من بدئها، حيث رفض الكونغرس الأمريكي مشاركة قوات بلاده في الحرب على ليبيا، في الوقت الذي انتقد قائد الأفريكوم، الجنرال كارترهام، التساهل بشأن مستقبل ليبيا ما بعد القذافي. ويحدث هذا في وقت انتقد الرئيس الفرنسي ساركوزي صراحة وزير الدفاع الأمريكي بشأن تمويل حلف الناتو.
 رفض مجلس النواب الأمريكي قرارا يؤيد المشاركة الأمريكية في العمليات العسكرية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي في ليبيا، وذلك فيما ينظر إليه برأي خبراء على أنه رسالة استياء من سياسة الرئيس باراك أوباما. وعارض القرار 295 نائب مقابل 123 بعدما انضم العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما إلى الأغلبية الجمهورية.
وتعليقا على الأمر، انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، رفض مجلس النواب الصريح للحملة العسكرية، معتبرا أنه يبعث بإشارة خاطئة إلى الناتو بينما لن يؤدي إلى تعليق المشاركة الأمريكية. وقال ''نشعر بخيبة الأمل من ذلك التصويت. نعتقد بأن الآن هو ليس الوقت المناسب لإرسال رسائل مشوشة كالتي يرسلها''. من جهة أخرى، رفض مجلس النواب المصادقة على مشروع قرار لخفض تمويل الحملة العسكرية الأمريكية في ليبيا. مما يشير إلى وجود حالة من التناقض الصارخ في كيفية التعاطي مع الأزمة الليبية، برأي مراقبين. وأوضح من جهته، الجنرال الأمريكي كارتر هام -قائد الأفريكوم- أن الناتو لم يحضر لما بعد القذافي، وأن المجموعة الدولية لا تمتلك خطة في حالة سقوط القذافي. في هذه الحالة، هل سيدخل الحلفاء في حرب برية في ليبيا؟
وفي سياق متصل، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي قلل من وزن الحلفاء وطلب منهم، في وقت سابق، أن يكونوا ''شركاء جادين''؛ بمعني أن الحلف الذي يرتكز على الولايات المتحدة (78 بالمائة من ميزانيته تقع على عاتقها) لا يمكن له المبادرة بالحرب بالنيابة. ذلك ما جعل غيتس يطلب منهم ''وضع اليد في الجيب'' لتمويل حرب ليست بالضرورة في مصلحة أمريكا، حيث قال ساركوزي ''ليس لدي الشعور بأن الأمريكيين قاموا بالجزء الكبير من العمل بليبيا''.
على صعيد آخر، أعرب الرئيس النيجيري، محمادو إيسوفو، في حوار خاص بـصحيفة ''الباريزيان'' الفرنسية، عن تخوفه من إخفاء الأسلحة بكمية كبيرة في المنطقة. وقال ''نخشى تفكك الدولة الليبية وفتح الباب أمام القبائل والشباب-إسلاميي الصومال''. فيما توجه رئيسا موريتانيا ومالي إلى جنوب إفريقيا في مسعى ربط خيوط الحوار بين طرفي الأزمة في ليبيا.
ويحدث هذا في وقت، وصلت باخرة تحمل 51 من المعتقلين الذين كانوا في قبضة قوات القذافي والمئات من اللاجئين، إلى بنغازي قادمة من طرابلس، حسبما أعلنته ديبة فخر، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي. وفي المقابل، قالت إن 100 معتقل من الطرف الآخر سيلتحقون بطرابلس.
وتزامن مسعى التهدئة مع اعتراف المجلس الانتقالي بلقاءات جرت مع نظام طرابلس، حيث أكد محمود الشمام لـ''الفيغارو'' الفرنسية أن ''الاتصالات تجري بين وسطاء لكنها ليست مباشرة''. وتكون هذه اللقاءات تمت في جنوب إفريقيا وفرنسا، حسب مصادر مقربة من المجلس الانتقالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)