تكنولوجيا الإعلام والاتصال أحدث ثورة في العالم، وغيرت مفاهيم عديدة كانت سائدة لسنوات طويلة. فالصورة، كما يقول الحكيم الصيني كونفوشيوس، خير من ألف كلمة، والمثل يقول: ''ليس من سمع كمن رأى''.هذه التكنولوجيا مكنت الفضائيات من نقل المشاهد إلى قلب الحدث، لحظة وقوعه بالصوت والصورة، من منا لم يتابع ما حدث في غزة والفلوجة ولبنان (حرب تموز) عبر قناة الجزيرة التي كانت تنقل مجريات الحدث مباشرة من ميدان المعركة باحترافية عالية ومصداقية يشهدها لها بها؟
لكن تطور التكنولوجيا أيضا أوجد برمجيات عديدة لمعالجة الصورة، وإحداث مشاهد افتراضية يصعب على المشاهد العادي أن يفرق بينها وبين الواقع، استخدمت في إنجاز العديد من الأفلام، هذه البرمجيات استخدمها الغرب في حربه على العراق، وتستخدمها قنوات عربية اليوم في نقل ''الثورات'' العربية، فهي لم تكتف بانتقاء المشاهد بل أصبحت تصنعها بالأستوديو، من خلال تركيب المشاهد والأحداث، واستخدام الزوم الذي من خلاله يتم إيهام المشاهد بكثرة العدد القليل من المتظاهرين وتحجيم العدد الكبير.
والغريب في الأمر، أن بعض القنوات الفضائية أصبحت تشعرك بأنها طرف فيما يجري داخل الدول العربية، وأنها تخوض حربا بالصورة من خلال التركيز على طرف واحد، مضحية باحترافيتها ومصداقيتها، من خلال نقل مشاهد لهواة يجهل انتماؤهم ومكان تواجدهم، على أنها وقائع وأحداث جرت في عين المكان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : اليوم ع حبيب
المصدر : www.el-massa.com