الجزائر

حرب الجزائر على مهرّبي الوقود تحدث أزمة في شرق المغرب 18 ألف مغربي بلا قوت و2 مليون ينتظرون الدعم



حرب الجزائر على مهرّبي الوقود تحدث أزمة في شرق المغرب 18 ألف مغربي بلا قوت و2 مليون ينتظرون الدعم
كشف عضو بالجمعية المغربية للحقوق الإنسان، حسان عماري، أن 18 ألف مغربي كانوا قبل جوان الماضي يعيشون بفضل الوقود الجزائري المهرّب، أصبحوا بلا قوت، وأن القرار الذي اتخذته الحكومة الجزائرية بشأن تجفيف منابع التهريب على طول الشريط الحدودي الغربي يعدّ ضربة موجعة لسكان المنطقة، والمقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة. وقال العديد من سكان المنطقة الشرقية، في تصريحات مختلفة لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية، إن "سياراتهم وشاحناتهم" لم تعد تتحرك منذ اليوم الذي قررت السلطات الجزائرية تسقيف بيع الوقود في محطات ولاية تلمسان ب500 دينار للسيارات السياحية وألفي دينار للشاحنات، وهو القرار الذي ضرب نشاط المهرّبين "الحلابة" في الصميم، ولم يعد بمقدورهم توفير ما يحتاجه سكان الشريط الحدودي المغربي من وقود. وقال أحد المغاربة، اتخذ من مهنة تهريب الوقود الجزائري كمصدر رزق طيلة عشرات السنين: "كنت أنقل بسيارتي ما يعادل طنا من المازوت مرتين أو ثلاث مرات يوميا، والآن سيارتي لم تعد تصلح لأي شيء". مغربي آخر التقى به مراسل الوكالة بالمنطقة الحدودية "زوج بغال" قال إن "أبناء بلدته يعانون بشكل رهيب منذ أن قررت الحكومة الجزائرية شلّ نشاط تهريب الوقود على الشريط الحدودي". وأشارت الوكالة إلى التصريح الذي أدلى به وزير الطاقة الجزائري، يوسف يوسفي، في وقت سابق، حيث قال إن أكثر من 600 ألف سيارة تسير في التراب المغربي والتونسي بفضل البنزين الجزائري. وأضافت أن نتائج القرار الجزائري بدأت تظهر في المغرب، إذ ارتفع سعر الدلو بسعة 30 لترا من 90 درهما (8 أورو) قبل شهر جوان إلى 250 درهم (22 أورو). وقال محمد بن قدور، رئيس جمعية حماية المستهلك بالجهة الشرقية بالمغرب وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لسلطة الملك محمد السادس، إن "البنزين والوقود مدعّمان في الجزائر، في حين أن ثمنه مرتفع في المغرب. وبالتالي فإن انقطاعه سيؤثر على كلفة النقل والمواد الاستهلاكية". وأشار ميري فتحي الكاتب الجهوي لمهنيي سيارات الأجرة بالجهة الشرقية لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية: "حين نشعر بالضرر نتوجه إلى السلطات المحلية وإذا لم تستجب نجتمع فيما بيننا ونقرر الزيادة". وحذر من غضب سائقي الأجرة قائلا "هذه المرة سنتوقف عن العمل، وسنضع سياراتنا على الآجر وننزع عجلاتها"، رغم أن أجرة النقل إلى بعض الجهات تم رفعها خلال الأشهر الأخيرة بنسبة 20 بالمائة. وعرفت مدينة وجدة ومدن المنطقة الشرقية للمغرب، خلال فترة الصيف مع توافد عدد كبير من المغتربين المغاربة لقضاء العطلة، أزمة حادة في الوقود، حيث كان الناس يقفون لساعات في طوابير طويلة، لكن الأزمة خفّت مع رحيل المغتربين. وتشهد المنطقة نقصا حادا في عدد محطات التزود بالوقود، فمدينة وجدة، التي يقارب عدد سكانها 600 ألف نسمة، لا يوجد فيها سوى 13 محطة فقط، بما فيها تلك التي أعيد تشغيلها للتخفيف من الأزمة. ورفعت حصة وجدة من الوقود المغربي ب700 طن يوميا لسدّ النقص، بعدما كانت الرباط شبه معفية من تزويد المنطقة الشرقية التي يفوق عدد سكانها اليوم المليوني نسمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)