إن واقعنا اليوم، و الذي يتميز سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا، بكل موصفات المجتمع المختلف أو على الأقل بالمجتمع الغير متحضر، يفرض علينا مجابهة جديدة و صريحة لماضينا، فالتساؤل عن حاضرنا يقودنا إلى الرجوع إلى التاريخ باعتبار أن حاضرنا ورثناه من ماضينا فلا نستطيع أن ننفصل كل الانفصال عن هذا الماضي. فاليوم و أكثر من أي وقت مضى مدفوعين إلى الوعي التاريخي هذا الوعي الذي يجب أن يكون صحيحا، متفتحا، مستنيرا كي يكون لنا مصدر قوة دائمة و عامل من عوامل البناء و الإنتاج و الإبداع لا قوة تجرنا إلى الوراء فتعيق سيرنا و تحول دون ما تنبغي من تقدم ثابت و انطلاق خير. للتطرق إلى حرب التحرير يمكن القول و هذا حسب أغلب المختصين على أنها من أكبر الظواهر الاجتماعية التي أثرت مباشرة على تاريخ الجزائر المعاصر. هاته الحرب التي امتدت ما بين 1954 إلى 1962 كانت كنتيجة مباشرة لعاملين أساسين :
– عجز الاستعمار الفرنسي على دمج كل الطاقات الجزائرية ضمن نظامه الكلونياليفرغم السياسات الإصلاحية التي حاول تطبيقها طول فترته الاستعمارية، نجد أن الشعب الجزائري عان من أزمة متعددة الجوانب انعكست مباشرة على بناه الاجتماعية و السياسية و الثقافية.
- عدم قدرة الحركة الوطنية بكل الأحزاب المكونة لها، من تحقيق مطالب الشعب الجزائري خاصة الاستقلال بالوسيلة السياسية خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية و خيبت آمال الجزائريين و تأكدهم من أن الحل السياسي لا ينفع إضافة إلى أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية ( MTLD) و تكوين إثر ذلك المنظمة السرية (OS) ثم اللجنة الثورية للوحدة و العمل (CRUA ) و أخيرا جبهة التحرير الوطني التي اختارت تاريخ 01 نوفمبر 1954 كتاريخ انطلاق الحرب المسلحة ضد الاستعمار..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد قدوسي
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 3, Numéro 1, Pages 215-219 2012-03-10