واصلت العصابات البوذية المتطرفة في ميانمار، عمليات التقتيل التي باشرتها ضد السكان المسلمين من أقلية الروهينجيا، وسط صمت محير لسلطات رانغون التي بقيت تتفرج على مأساة متواصلة منذ عدة أشهر.
وأكدت آخر إحصائيات نشرت أمس، مقتل 43 مسلما من هذه الأقلية الذين يتعرضون منذ عشرة أيام لحملة إبادة جديدة، أحرقت خلالها منازلهم ومساجدهم انتقاما منهم وضمن خطة للدفع بهم إلى مغادرة البلاد.
وأكدت عدة مصادر إضرام النار في أكثر من 1300 منزل ومقار إدارية ومساجد ودور للعبادة، مما ترك قرابة 12 ألف مسلم يعيشون في العراء دون تكفل بأوضاعهم المأساوية.
وكانت حصيلة أولى تم الكشف عنها قبل يومين، أكدت مقتل 40 شخصا في مدينة ميكتلا الواقعة في وسط البلاد، وتقطنها أقلية مسلمة والتي تعيش منذ العشرين من شهر مارس الجاري على وقع مواجهات اندلعت، بسبب اعتداء بوذيين على تاجر مسلم من أقلية الروهينجيا.
وأكدت مصادر بورمية، أنّ أحياء ومساجد بأكملها أكلتها ألسنة اللهب وأدت إلى تفحم جثث العشرات من مرتاديها، في عمليات تقتيل قادها كهنة بوذيين مازالت مرمية في شوارع مهجورة.
ولم تتحرك السلطات الرسمية إلا يوم السبت، بعد أن روع المسلمون في بيوتهم وأحرقت مساكنهم، وتمكن المتطرفون البوذيون من إتمام مهمتهم، قبل أن تتنقل عدوى الانتقام إلى مدن أخرى في شمال العاصمة رانغون، حيث كانت المساجد الهدف المفضل لهؤلاء المتطرفين.
ولم تلق تحذيرات الرئيس تيان سين الذي توعد بضرب بيد من حديد المتطرفين البوذيين، أي وقع صدى لدى هؤلاء الذين تجاهلوا تهديداته وواصلوا حملة إبادتهم.
وتستمر معاناة المسلمين في دولة ميانمار (بورما سابقا) رغم النداءات الدولية لحماية أقلية الروهينجيا من تطرف الكهنة البوذيين، الذين شرعوا في حرب إبادة طائفية وعرقية ضد هؤلاء أمام صمت السلطات المركزية في رانغون، وكأن عمليات التقتيل جاءت بأمر منها.
وكانت أعمال العنف التي مورست ضد المسلمين في هذا البلد العام الماضي، خلفت مقتل 180 منهم وتم ترحيل 125 ألف آخرين.
تاريخ الإضافة : 30/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المساء
المصدر : www.el-massa.com