الجزائر

حرائق الغابات...حتمية الردع



عاد موسم الصيف وبعودته عاد الحديث عن حرائق الغابات الذي بدأ يأخذ منحى متسارعا منذ فترة، حيث تشهد عدة مناطق من الوطن اندلاع النيران، بعضها يمس الحشائش والأدغال، بعضها الآخر يأتي على غابات بأكملها، كما حدث أول أمس في خنشلة وبجاية، والسنة الماضية في مداغ والعنصر بوهران، وحتى هذا العام في غابة المرجاجو التي نجت من حريق محقق بداية الأسبوع الحالي بسبب تفطن رجال الحماية المدنية. وعلى الرغم من الحملات التحسيسة التي تقوم بها بعض مؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام بكل أنواعها، من أجل المحافظة على هذا الإرث الطبيعي، الذي يحمي بيئتنا من التدهور ويعمل على التوازن الإيكولوجي، إلا أن كل هذا لم يعد يجد نفعا مع أشباه المواطنين الذين يخلفون وراءهم كميات هائلة من الفضلات التي تشوه المنظر العام لهذه المساحات، وتكون الشرارة الأولى لإندلاع هذه الحرائق. كما أن رمي الزجاج وبعض المواد سريعة الإلتهاب تساعد في إشتعالها، مما يحتم على الجميع توخي الحيطة والحذر، وجمع القمامات بعد كل عملية تخييم. لكن في جانب آخر، أصبحنا نلاحظ بأن هذه الحرائق أصبحت مناساباتية، وعادة ما تتكاثر قبيل عيد الأضحى، وهو ما يعطينا انطباعا أن العملية إجرامية أكثر منها صدفة، حيث يتم حرق الغابات للإستفادة من الفحم، وبيعه في الأسواق بأثمان باهظة للمواطنين لشواء أضاحي العيد، غير عابئين بالجريمة التي يقومون بها في حق أنفسهم أولا على إعتبارها مكانا للترفيه وقضاء أوقات الراحة، وثانيا هي أكبر مزود لكوكب الأرض بالأوكسجين، وتخلصه من كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول الأول عن الإحتباس الحراري. كما أن حرائق الغابات يعد تدميرا للأنظمة البئية لما تشكله من دمار للتربة التي تصبح رمادا، وموت الكائنات الموجودة بداخلها أو هجرتها، لهذا بات من الحتمية رفع منسوب الردع ليس فقط بالغرامات وإنما بعقوبات سالبة للحرية لهؤلاء المجرمين الذين يحرقون رئة الجزائر في نفس الزمن الذي يحرق فيه الموالون جيوب أبنائها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)