حدث .. اللاحدث

لم اكن أنوي الكتابة عن افطار بعض المحسوبين على حركة المعتوه فرحات مهني في منطقة القبائل، لأن الأمر لا يستحق الكتابة، فمن يريد الإفطار يكفيه ان يفطر علنا او جهرا وحسابه على صاحب الشأن في السماء، ولكن اردت ان اكتب عن هؤلاء من باب آخر وهو التشهير لهم من قبل بعض وسائل الإعلام، كان يمكن لهذه الشرذمة ان تموت مبادرتها في مهدها دون ان يسمع بهم احد او يلقي لهم بالا لولا الإعلام الذي راح يتحدث عنهم ويصفهم بصفات مختلفة، وما كانوا يبحث عنه المفطرون هو الالتفاته الإعلامية لانتهاكهم حرمة الشهر، لأنه في واقع الحال الذين يناصبون العداء لهذا الدين وقيم هذه البلاد هدفهم الإثارة الإعلامية، فلو كانت نيتهم الإفطار وانتهاك حرمة الشهر كان يمكن لهم ان يفطروا في الشارع امام الناس، او في بيوتهم دون ان يسبق ذلك إعلان يتم الترويج له اعلاميا، لذا الخطأ الكبير في هذا الإعلام الذي لا يريد وجه الخالق طبعا من خلال نشره لهذه الممارسات التي يتم التعدي بها على الدين، ولكن يريد بها السبق الإعلامي ليس إلا، ولو كان هذا الإعلام حقا يغار على حرمات هذا الدين، لفضح الذين لا يدفعون الزكاة أيضا وما اكثرهم في هذه البلاد، فهناك ايضا من لا يعترف بالزكاة وهي ركن من اركان الإسلام، وهناك حتى من يرفض النطق بالشهاديتين ويعلن الحاده، ومنهم مسؤولين ومثقفين، لذا سخافة الإفطار الجماعي في منطقة القبائل كانت ستكون حدثا .. لا حدث، لو أن الإعلام لم يروج لها بطريقة سلبية، وهي فعلا لا حدث ولا تدل سوى على ذلك الحقد الذي ما فتئ يكبر ويتغلغل في نفوس البعض، وفعلتهم تلك يعتقدون من خلالها انهم يعارضون سياسيا، من خلال اختلافهم على دين الدولة، ولكن الدين ليس ملكا للدولة ليتم معارضته فقد انزل للبشرية جمعاء، ودين عظيم مثل الإسلام لا يحتاج إلى اعلام منافق ليصد عنه العداء فلهذا الدين ابنائه البررة وان لم يكن له ابناء فله رب في السماء