شهدت النصوص الروائية عموما في الفترة الأخيرة تطورا وتغييرا على مستوى مكوناتها الأساسية شكلا ومضمونا ووظيفة، مما أعطاها المزيد من الدلالات والرمزية وخصوصا مفهوم المكان الذي شهد عند الكاتب العربي توسعا في دلالاته ورمزيته وجمالياته، فقد أخضع الكاتب العربي المعاصر مفهوم المكان لمقتضيات العصر و الحداثة و التغيرات التي لحقت به، فلم يعد المكان مجرد ديكور روائي من خلال المفاهيم و الدلالات الجديدة التي فرضتها ثورات التطور العلمي و التقني الحديثة فتغيرت أنواعه ليصير المفتوح مغلقا ،أو ينفتح المغلق على رحاب الآفاق الواسعة، بفضل وسائل الإعلام و الاتصال، التي جعلت من العالم قرية صغيرة، بل ووفرت للإنسان القدرة على دخول عوالم الأجسام والتجول داخل الشرايين والأوردة وفتحت له نافذة للإطلاع على كل أصقاع الكون السحيق وما يجري فيه من أحداث وتغيرات لحظة بلحظة، وإن كان ذلك يتوفر في مناطق من العالم دون غيرها...فإنه ساهم في توسيع مجال ومساحات المتخيل الروائي وكذا الانزياحات اللغوية والمعنوية وضخم الشحنات الدلالية للعناصر الروائية التي لها علاقة بمكون المكان ومكن الكاتب من إيجاد تقنيات سردية جديدة ومتعددة لتوظيف معاجم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مرين محمد عبد الله - تحريشي محمد
المصدر : دراسات Volume 5, Numéro 1, Pages 138-161 2016-06-15