إن الوجه المعقول الذي اجتذب علماء الإعجاز إلى النص القرآني إنما هو الفصاحة( 1) الملموسة في صياغة ألفاظه، وتصوير معانيه في ذلك النمط المفرد من النظم.ولئن تأخر ظهور الدرس الإعجازي- بالمفهوم الكامل لمصطلح " الإعجاز القرآني"- فليس يعني ذلك أن حسه كان غائبا في مدارك الأجيال الأولى التي صحبت نزول الوحي وتعهدته إلى حين تبلورت حركة التدوين.فكثير هي المناسبات التي شهدت لأساطين البلاغة بشغفهم لهذا القرآن، وهم على طرفي نقيض منه،بل في عدوة قصوى من خصومته ولدده(2 ).
1 - هذا لا يعني بحال أن وجوه الإعجاز ممتنعة في غير صفة الفصاحة العالية، والأسلوب القويم حيث عدد العلماء تاريخيا وجوها إعجازية للقرآن منها: الإخبار الصادق عن سوالف الأمم، خرق حجب الغيب، التحدي للكافة، الحقائق الكونية، التأثير على النفوس.....
2-ينظر الباقلاني، إعجاز القرآن، تح: السيد أحمد صقر، دار المعارف – القاهرة، ص48 وما بعدها.
- نلاحظ هذا فيما يرويه أهل السير من حوادث كقصة الوليد بن المغيرة، وحادثة أبي جهل، وأبي سفيان و الأخنس بن شريف و هم يستمعون ليلا لرسول الله-ص- و هو يتلو القرآن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - حنجار غانم
المصدر : فصل الخطاب Volume 2, Numéro 1, Pages 67-71 2013-02-28