الجزائر

حجاجيّة اللّغة في الحوار القرآني



إنّ الحضور الواسع للحوار في مسارات التعبير القرآني يستدعي تنوّعا في بنائه الفنّي كأداة فعّالة في تحريك مشاعر المتلقّي والتأثير فيه وإقناعه، وإذا كانت غاية المحاور الأولى من كلّ خطاب يُرسله تحقق الإقناع والاستجابة، فذلك لا يكون إلاّ باسترفاد أساليب بلاغية ووسائل خطابية لينشأ عن ذلك كلّه «نوع من التأثير وضربٌ من التغيير تصير بمقتضاه كيانات الجمهور المتقبّل، طوع ما تحدثه تلك الأساليب ورهن ما تتركه تلك الطّرائق من أمارات يترجمها الإقناع مآلا والطّاعة استجابة» (1) ولأنّ اللّغة «تحمل بعدا حجاجيا في جميع مستوياتها»(2)، فالحوار القرآني اتكأ على أسلوب حجاجي. ليكون وسيلة نافذة في العقل تارة وفي القلب تارة أخرى، أو يأخذ بأطرافهما معا، أبعاده مجسّدة في اللّغة: تعابيرها، وصوّرها، وتشبيهاتها، واستعاراتها، وكناياتها وبديعها. وهذا ما دعت إليه البلاغة في بُردها القشيب فهي ترى أنّ الحجاج يبرز بأهدافه ويحقّق قناعاته إذا ما أدّت المساءلة المتصلة ببنية الأقوال البلاغية دورا تحليليا داخل الحجاج(3). (1)علي بن عبد العزيز الشبعان، الحجاج والحقيقة وآفاق التأويل (بحث في الأشكال والاستراتيجيات)، دار الكتب الوطنية، بنغازي، ليبيا، 2010م، ط01، ص: 336. (2) عبد الله صولة، الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية، دار الفارابي، بيروت، ط02، 2007، ص:35. (3) - عبد السلام عشير، عندما نتواصل نغيّر، إفريقيا الشرق، المغرب، 2006م، ص: 203.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)