الجزائر

حتى موريتانيا؟!



حتى موريتانيا؟!
أعتقد أن قضية طرد الديبلوماسي الجزائري, بلقاسم شرواطي, الذي نشرته “الفجر” في عددها ليوم السبت, نقلا عن الصحافة الموريتانية, وموقع الجزيرة, هي أكبر من أن تكون بسبب وقوفه وراء مقال نشره موقع “البيان” الموريتاني, وهو لحاجة في نفس يعقوب, في هذا الزمن الرديء الذي تمر به البلاد, بسبب الانسداد داخليا.لن أتهم الديبلوماسية بأنها مقصرة, وربما يوجد تفسير لهذا لطرد في قضايا المشرق وفي ما يتعلق بموقف الجزائر من حرب اليمن والعدوان على سوريا, وكلها مواقف مشرفة للديبلوماسية الجزائرية التي رفضت الانسياق الأعمى وراء المملكة ودول الخليج.ثم إن كان السبب حقا وقوف الديبلوماسي الجزائري وراء نشر مقال حول شكوى تقدمت بها موريتانيا إلى الأمم المتحدة تتهم فيها المغرب بوقوفه وراء إغراق موريتانيا بالحشيش, فأين هو الضرر هنا, ما دامت موريتانيا تقدمت بشكوى ضد جارتها وجارتنا التي تغرقنا نحن بآلاف الأطنان من هذه المواد السامة؟ وكيف يسعى إذن إلى النيل من العلاقات المغربية الموريتانية, إذا كان الشاكي هو موريتانيا؟تقول الصحف الموريتانية إن الأمن الموريتاني يجري تحقيقا لمعرفة إن كان الديبلوماسي الجزائري يقف حقا وراء نشر الخبر؟ وهو أمر يستحيل التحقق منه إلا إذا كان هناك تواطؤ من صاحب الموقع الذي نشر المقال. ثم إنه كان حريا بالسلطات الموريتانية أن تتحرى الحقيقة أولا, ثم تتخذ قرار الطرد, لكنها وضعت العربة قبل الجياد, كما يقول المثل الفرنسي, وهو ما يؤكد سوء النية, وأن المشكل أكبر من أن تكون قضية وقوفه وراء مقال كل أطرافه موريتانية, الشكوى والناشر.ثم في ماذا كان المقال يسيء إلى العلاقة الموريتانية المغربية, إذا كانت الشكوى المرفوعة إلى الأمم المتحدة صادرة عن السلطات الموريتانية, زد على ذلك أن الأمم المتحدة نفسها وفي تقرير لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة, نشر في جوان الماضي (2014) يؤكد أن المغرب يحتل رأس قائمة البلدان المنتجة والمصدرة للحشيش في العالم, فأين هي الإساءة في حق المغرب إن كان حقا سبب الطرد هو مقال حول المخدرات؟!أشم رائحة مؤامرة تحاك ضد الجزائر ولا شك أن للمغرب يدا في ذلك, فهناك تحرك ديبلوماسي مغربي على كل الأصعدة ضد الجزائر, سواء بسبب احتضانها لجولات الحوار الليبي أو المالي, وقد يكون أيضا للمملكة العربية يد في ذلك, فقد تناقلت المواقع في الأسابيع الماضية تصريحات سعودية تتوعد الجزائر بحروب ديبلوماسية وأنها ستضيق الخناق على الجزائر لأنها رفضت تأييد المملكة في عاصفة الحزم, التي تقودها ضد اليمن, ولأنها أيضا وقفت ضد ما يحاك من مؤامرة على سوريا تقف وراءها بعض دول الخليج.وإن كانت مواقف الديبلوماسية الجزائرية تجاه هذه القضايا لا غبار عليها, إلا أن ما تعيشه البلاد من تأزم ومن غياب للرئيس, وما تعانيه من جمود لمؤسسات الدولة, هو ما جعل موريتانيا تتطاول على الجزائر وتطرد المستشار الأول للسفارة لأسباب واهية, ومن يدري ماذا ستكون تبعات هذا, وتبعات الغياب للدور الجزائري في المنطقة ككل وغياب رد فعل وموقف رسمي أياما بعد قرار موريتانيا الصادر مساء الأربعاء الماضي, دليل على هذا الجمود؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)