* الشيخ أبو اسماعيل خليفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سَنَن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟. قال: فمن؟ . رواه البخاري ومسلم
يبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين.. وضرب المثل بجحر الضبّ وذلك لشدّة ضيقه وعدم سعته ضف إلى ذلك قذارته وهو كناية عن دخول هذه الأمة مضايق ضيقة تكون عاقبتها وخيمة عليها.. ويا لَلمودة التي بين الضب والعقارب!.
قال الإمام النووي رحمه الله: والمراد بجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر وهو معجزه ظاهره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أخبر به .
ومن هذا المعنى ندرك أن التبعية للغير لا تعني الإتباع فحسب بل تحمل في طياتها عدم فقه آثار المتبوع وهو ما يسمى بالتقليد الأعمى.. ومما يزيد الظلام ظلمة والعقدة عُقَدًا تقليدهم فقط في التافه الحقير من فنون ما يسلب الأخلاق ويدمّر القيم..
وإنك لتأسى أشدَّ الأسى ويُكلم فؤادك عندما ترى مثل هذه الألبسة في أسواقنا دون مراعاة للذوق العام وعادات المجتمع يشتريها ويلبسها بعض أبنائنا وبناتنا وبأغلى الأثمان. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به....
إن هذه التبعية ثمنها خطير والعياذ بالله ليس في الحياة الدنيا فقط بل عند لقاء الله واقرأوا إن شئتم قول الله تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَات عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .
ألا إنها صرخة محذرة ومنذرة فانتبهوا!!
اللهم اهدنا صراطك المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.. وجنبنا صراط الضالين..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com