الجزائر

حتى لا نظلم الحكومة!



 عدد الفقراء في الجزائر أقل مما هو موجود في فرنسا. هذه ليست كذبة أفريل مثلما قد يعتقد البعض، بل هي معطيات كشفت عنها تصريحات مسؤولين في البلدين. فقد ذكر القيادي في حزب ''الخضر'' الفرنسي، النائب نوال مامير، أن نسبة الفرنسيين الذين يعيشون تحت خط الفقر تجاوز 13 بالمائة، في حين قال وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، وه ويقدم حصيلة نتائج الألفية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن عدد الجزائريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تراجع من 7 إلى 5 بالمائة سنة .2010فهل يعقل أن فرنسا العضوة في مجموعة الـ8 الكبار الأكثـر غنى في العالم يتجاوز عدد فقرائها مرتين عدد فقراء الجزائر التي تعد من دول العالم الثالث؟ قد تكون باريس من وراء رفعها لعدد الفقراء قد أرادت أن تبعد ''العين'' عن نفسها، قصد تبرير عمليات ترحيل ''الغجر'' من أراضيها، كطريقة منها لمحاربة الفقر من خلال إعادة تصديره للخارج، وهو أمر أقرب إلى الحقيقة، خاصة أن سياسة ساركوزي حول الهجرة الانتقائية تريد غلق أبواب ليس فرنسا فقط بل كل دول أوروبا لمنع دخول المهاجرين من الضفة الجنوبية.وقد تكون الأرقام المقدمة من قبل مراد مدلسي تستجيب هي الأخرى لرغبة السلطة في تبرير ملايير الدولارات التي صرفت على برامج الإنعاش ودعم النمو، والتي تمثل أضعاف ميزانية مشروع مارشال، في أنها لم تذهب سدى مثلما يتصور خصومها، بل أنها نجحت في تقليص عدد فقراء الجزائر إلى أقل بكثير مما هم موجودون في عاصمة الجن والملائكة باريس.لكن الواقع يقول إنه إذا كانت الجزائر قد نجحت حقا في تخفيض عدد الفقراء والمعوزين إلى هذه النسبة التي ذكرها مراد مدلسي، فذلك ليس راجعا فقط لتعدد برامج التنمية، وإنما أيضا من خلال تصدير الفقر إلى الخارج عن طريق أمواج الحرافة الجزائريين الذين يطرقون يوميا أبواب إيطاليا وإسبانيا وفرنسا هروبا من الموت البطيء في الجزائر كما يقول أصحاب قوارب الموت. وحتى لا نتهم باريس بتزوير الأرقام بنية التخلي عن مسؤولياتها التاريخية إزاء دول الجنوب، وحتى لا نظلم أيضا الحكومة في تفانيها لتجسيد مشاريع التنمية الفعلية وليس الإحصائية، نقول فقط لماذا يلهث الجزائريون أمام السفارات للحصول على التأشيرة ؟ وهل اختلطت الأمور على الحرافة الجزائريين إلى هذا الحد الذي جعلهم يهربون إلى الخارج والذهاب إلى أوروبا التي تحولت من جنة إلى خم لتفريخ الفقراء ؟ نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)