حتى لا نتوه أكثر يا اتحادنا الموقر

يبعث اتحاد كرة القدم السعودي ممثلا في مجلس إدارته برسائل تنقض بعضها الأخرى من خلال بعض البيانات والتصريحات الصحافية أو المداخلات التلفزيونية والإذاعية، دون أن نجزم ما إذا كان يقصد، أم الأمر يتعلق بالصياغة أو العبارة والظروف المحيطة بها وقتها، أم أن الوسائل الإعلامية تساهم في نفس الأخطاء التي يحدث معها الخلط الذي يتسبب في عدم قدرة المتلقي على استقاء المعلومة الصحيحة، أو الرأي الذي يتبناه.وعلى أن هناك متحدثا رسميا لمجلس الإدارة، إلا أن هناك من الأعضاء من يدلي بدلوه إن أراد حتى في المسائل التي يجب الاكتفاء فيها بالمتحدث، حرصا على ألا تتداخل الرؤى الشخصية والاجتهادات في تمرير معلومة غير صحيحة أو حتى دقيقه أو رأي غير ملزم للمجلس، خاصة في أمور بعينها، وشواهد ذلك كثيرة ومتعددة وهي تضر أول ما تضر المجلس نفسه ورئيسه بالدرجة الأولى، إلا أن الأمر مستمر ولا يبدو أنه محل اهتمام أو نظر.لكن ما هو أكثر غرابة، أن المتحدث الرسمي نفسه لا يعطي المتلقي أجوبة صريحة وقطعية، في أمور لا اجتهاد فيها بل يمارس التعويم تارة وأخرى تحتمل الأمرين ومرات تنقض ما سبق وإن أفاد به، وإذا كان المتحدث الرسمي في أي قطاع هو خليط من الصحافي والموظف الذي لا يبخل بالمعلومة والتصحيح المحافظ على مصلحة قطاعه، فهذا يعني أنه مجبر على تحديد ما يقوله بشكل واضح وجلي وصادق مع الجمهور في حدود المسموح له، لا أن يتذاكى في التخلص من الموقف، لأن هناك من سيتتبع كل أقواله وبالتالي يسهل كشفه.وما نلاحظه فيما يصدر من بيانات وتصاريح لعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، عدنان المعيبد، وقوعه كثيرا في مثل هذه المطبات التي ساهمت كثيرا في ضبابية موقف المجلس من أمور عدة، ولو استشهدنا بشيء منها لجاز لنا أن نأخذ آخرها وأعقب اجتماع مجلس الإدارة الأخير الذي كان يمكن أن يكون بيانا أو تصريحا صحافيا سلسا، لكنه كالعادة أدخلنا في حالة عدم فهم لما تم وأقر، فهو مثلا يقول عن الجهاز الفني الذي يشرف على المنتخب الأول ويتكون من السعوديين الثلاثة: فيصل البدين، وعبد اللطيف الحسيني، وبحسب ما نشر في صحيفة الاقتصادية الخميس الماضي: ”تعاقدنا مع الثلاثي مستمر”، ثم يضيف: ”ومتى قرر مجلس الإدارة الاستعانة بمدرب أجنبي تنتهي مهامهم في المنتخب”. ويستدرك: ”يعودون لمهام أخرى داخل الاتحاد مثل متابعة عمل المدربين في المنتخبات بشكل عام ويعطوننا آراءهم، كذلك يتابعون الموسم الرياضي والعمل الفني في الأندية”.الحقيقة، إن الثلاثي السعودي لم يسبق للاتحاد أن أعلن أنه تعاقد معهم، بل أعلن أنه اختارهم، وإذا كان قد تعاقد معهم فلا أحد يعلم متى وكيف وكم مدة العقد وقيمته؟ ناهيك بمراسمه المعلنة ولم تتم كأي جهاز تدريب في أصغر ناد في العالم، كما لا نعلم متى سيرغب المجلس في الاستعانة بالمدرب الأجنبي، وكيف ستكون مبررات وظروف الاستعانة، وهل سيقبل الثلاثي العودة للمهام المذكورة التي نقلتهم من مدربين للمنتخب إلى أكاديمية تطوير للكرة السعودية من خلال متابعة مدربي المنتخبات والموسم والعمل الفني في الأندية؟سأعود مرة أخرى لاستكمال الموضوع حتى لا نتوه أكثر لا تعزيزا لما ذكرته، ولكن للتأكيد على التنبيه إلى أن المتلقي لا يريد فقط إلا احترام عقله وفهمه، خاصة عندما يكون الأمر يتعلق بشأن مندمج فيه ويعلم كثيرا من خفاياه، وحتى لا يتم أيضا وضعه ترسا في طاحونة الخلافات أو ورقة في مهب ريح الإعلام، لأن ذلك فيما يبدو لي هو ما يحدث للأسف.