دخل المخرج السينمائي حسان فرحاني، الذي توّج فيلمه الوثائقي "في راسي رومبوان"، عالم السينما وهو شاب صغير انطلاقا من نشاطه المتميّز في واحد من أعرق نوادي السينما بالجزائر العاصمة، أخرج أوّل أفلامه في فئة الأفلام القصيرة سنة 2006 بعنوان "خلجان الجزائر" وشارك به في العديد من المهرجانات الدولية، تبعه "فندق إفريقيا" ثم فيلم آخر في فئة الأفلام الوثائقية بعنوان "طارزان دون كيشوط ونحن"، ليطل بعدها بفيلم "في راسي رومبوان" الذي شارك به في العديد من المهرجانات الدولية، ونال العديد من الجوائز من بينها "الوهر الذهبي" مقابل منافسة شرسة مع أفلام عربية كبيرة أخرى، الأمر الذي جعله يعبّر بصدق عن إحساسه الكبير بأنّ مجرّد دخوله عالم التنافس في المهرجان مع أفلام لمخرجين كبار في حدّ ذاته انتصار على المهرجان وعالم السينما.أولا مبروك التتويج— شكرا.. من دواعي الفرحة أن يلقى العمل الذي نتقدّم به إلى المنافسة اهتمام الجمهور أولا وينال إعجاب لجنة التحكيم، كذلك لأن هذه الأمور مهمة جدا في حياة السينمائي والممثل قبل المخرج في الكثير من الحالات.كيف وجدت التنافس مع غيرك من المخرجين— ❊❊أنا في حقيقة الأمر لست هنا لأقيّم أعمال غيري من السينمائيين والمخرجين، ولكن كل ما أود أن أقوله هو أن العمل السينمائي لا يتوقف أبدا، وبالتالي فإنّ الفوز بالجائزة مهم لكنه ليس كلّ شيء.هو مهم في مواصلة العمل بكلّ حزم— لا أبدا.. اعتبر الفوز بالمنافسة مجرد جرعة أوكسجين تمكّن السينمائي من أداء عمل آخر في هدوء وراحة، ولكن بعزيمة التحدي التي تعمل على تقديم الأحسن والأجود للجمهور الذي يبقى في آخر المطاف هو الحكم على نجاح العمل أو فشله إنّه حسب رأيي لا قيمة للتتويج إذا كان الجمهور لا يتابع العمل السينمائي المتوّج.بعيدا عن الفيلم وعالم التتويج، كيف يرى المخرج الشاب حسان فرحاني عالم السينما؟— أراه بكلّ صدق مغيّبا، وهو ما جعل الكثير من المخرجين الشباب لا يستطيعون تقديم الأعمال التي يحلمون بها، لأنه من غير المعقول أن يتدهور الإنتاج في بلادنا والآمة العربية قاطبة، في الوقت الذي أصبحت الوسائل التقنية متوفرة وفي متناول الجميع.هذا يفتح الباب أمام الدخلاء "لتسقط" المهنة بين أيدي من لا علاقة لهم بعالم السينما؟— حتى وإن كان الأمر كذلك فإنّ أعمالهم تفضحهم وبالتالي لا يستطيعون الصمود أمام السينمائيين المحترفين أمثال أحمد راشدي أو علواش أو السعيد ولد خليفة أو بشير درايس وغيرهم كثير لا مجال لذكرهم كلّهم في هذا المقام.وكيف ترى دور السينما في مجال تجسيد النمو والإبداع وبعث التنمية؟— السينما لها دور كبير في مجالات عديدة أهمها التوعية وبعث الفكر المتجدد وإحياء روح المبادرة من خلال الاستغلال الأمثل للطاقات الفكرية الموجودة، ومن ثم فإنّ حب السينما يبدأ وينتهي في مجال التصوير الذي من خلاله يمكن إظهار مظاهر التخلّف مثلا والعمل على محاربتها، وإظهار الكثير من مظاهر الرقي والعمل على تجسيدها في المجتمع.وماذا عن مشاريع الشراكة وهل تفكر في شيء من هذا القبيل؟— أنا لا أرى أيّ مانع من تجسيد مثل هذه الأفكار البنّاءة والجيّدة التي تخدم أولا الشعوب العربية وتمكّن من تحقيق التواصل في مختلف المجالات، وتعطي الفرصة للممثلين والمبدعين والمخرجين لتبادل الأفكار والآراء، الأمر الذي من شأنه أن يطوّر العمل ويرتقي بالعلاقات إلى الأعلى ويسمو بها.والآن ما هي المشاريع التي يعمل عليها المخرج فرحاني— هي موجودة وتتعلق بالعمل على تنوير الفكر الإنساني.
تاريخ الإضافة : 02/08/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ج الجيلالي
المصدر : www.el-massa.com