الجزائر

حاولت أن أنقل من خلال "دار الفرجة" المشاكل التي تتخبط فيها الشعوب العربية اليوم المخرج المسرحي إبراهيم شرقي في تصريح ل"الفجر"



قال المخرج المسرحي إبراهيم شرقي، بأنّه أراد من عمله ”دار الفرجة” إبراز ثلة من الصراعات المختلفة التي تحدث اليوم في العالم ومنها صراع الأجيال، ثورات الربيع العربي، الفنان وغيرها وكلّها على حدّ تعبيره تنضوي ضمن إشكالية الإنسانية التي باتت لا تعني شيئا سوى المصلحة واستعباد الشعوب الضعيفة من طرف الفكر الإمبريالي الذي يسعى إلى إقامة الحروب لتطهير المجتمعات على حساب الحوار والتعايش السلمي.صرّح المخرج إبراهيم شرقي أولّ، أمس، ل”الفجر”، على هامش عرض مسرحيته ”دار الفرجة” المقتبسة عن نصّ محمد بن قطاف ”يا ستّار وارفع الستار”، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، بالعاصمة، بأنّه قدّم إسقاطات كثيرة على ما يحدث اليوم العالم لا سيما تسليطه الضوء على جملة من الصراعات المختلفة والمتنوعة بين صراع الأجيال، إشكاليات التاريخ، الصراع البشري حول الحكم وفرض المنطق، كما سعى من خلال لوحات العرض المسرحي إلى الإشارة إلى غياب فضاءات العرض واحتضان المواهب بالجزائر من خلال قصة ممثلين يحاولان إحياء اليوم العالمي للفنان، حيث يقرران الذهاب للمسرح وهناك يجدان فرقة مسرحية شابة تشتغل في ذاك الركح فيغضبان، والممثلان ينتميان إلى الجيل القديم الذي يقول عن نفسه أنّه صاحب الشرعية والأقدمية والخبرة وجيل شاب له دوافعه وأسبابه أيضا في احتلال الركح، حيث يتفاوض الطرفان على مصير الركح أي من يشتغل عليه، فيبقى كل طرف يمثلّ في جهته ومن زاوية وقناعة وتوجه خاص به، وهو نفس الحال بالنسبة للطرف الأخر.
وأضاف إبراهيم شرقي ”مع تسلسل الأحداث طرح مشكل الفضاءات التي أصبحت قليلة جدا بالنسبة للطالب ومن خلالها طرحت إشكالية صراع الأجيال انطلاقا من فكرة انعدام الفضاءات التي يفتقدها الجيلان معا سواء السابق أو الحالي”، معتبرا أنّ نقصها وانعدامها يساهم في كبح حرية الفكر وإطلاق العنان للخيال والتعبير عن القدرات والمواهب المكنونة لدى الفنان. مؤكدا في السياق أنّه من خلال هذه التغيرات والصراعات التي تعيشها القارات الخمس يجب طرح التساؤل التالي ما هذا العالم البشري المليئ بالتناقضات وسط غياب الأخلاق والحوار؟.
وأشار في السياق ذاته بأنه عالج إشكالية الإنسان انطلاقا من الفنان الذي ينتمي إلى هذه المجتمعات ولا يمكنه أن ينحاز عنها أو يتجنبها، ففي مرحلة معينة ترى الأجيال الحالية والقديمة تعيش نفس المشاكل ولديها نفس الطموح بيينما لها توجهات مختلفة ورؤى متعددة خاصة بها والأهم هو أنّه لديها مصير واحد.
من جهة أخرى شكلّت السياسة والثورة موضوعا مهما في المسرحية لاسيما العبارات التي كان يرددها الممثلون على الركح عن أماكن في العالم تشهد أو شهدت معارك على غرار مدينة حلب السورية، مدينة بن غازي الليبية وغيرها، قال عنها شرقي أنّها إسقاطات صادقة لما يجري اليوم من منطق الفنان وحياته في ظل الأوضاع المحيطة به، فالفنان حسبه ليس في الجزائر فقط بل في سوريا، ليبيا، بوركينا فاسو، الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، وآسيا ومختلف الأماكن أنّه كذلك يعيش نفس المشاكل والأوضاع والمآسي، فعلى حدّ قوله ”لقد تمّ المساس بشيء جوهري وخالد فيه هو إنسانيته، لأنّ الفنان يتأثر بما يحدث من حوله بالسلب أو بالإيجاب”. ويرى في الصدد الفنان إبراهيم شرقي أنّ الحلّ لتجاوز كل الخلافات وإحلال السلام في المجتمعات هو تكاتف الجهود بضرورة العمل بالحوار وتقبل الرأي الأخر وإيقاف الحروب التي تدّمر الشعوب وتستعبد النّاس، كما أنّه يجب على العالم العودة إلى لغة الحوار من أجل العيش في أمان وسلم وقبول الفرق بين الشعوب سواء اقتصاديا أو سياسيا أو سوسيولوجيا أو ثقافيا.
يذكر أنّ مسرحية ”دار الفرجة” قدّمت وسط حضور جد قليل، تبلورت أحداثها في قالب هزلي حول شخصية ”الباهي” و”بهية” عزما أن يحتفلا باليوم العالمي للمسرح والفنان معا، لكن سرعان ما يتفاجآن من احتفال أخر ومن نفس الطراز من طرف شباب يمارسون النشاط ذاته. وشارك في العمل كل من شرقي ابراهيم، بن شطو سميحة، مراد أوجليت، فؤاد زاهد، شهلة بوحال، براهيم جاب الله ودلال بوحفص وتوشي ليلى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)