الجزائر

حاسي الفحل.. من غياهب النسيان إلى أول منتج ل''الدلاع''



حاسي الفحل.. من غياهب النسيان إلى أول منتج ل''الدلاع''
المنطقة تعتبر من بين أربع بلديات في الجزائر التي تسقى فيها المحاصيل الفلاحية بالمياه المعدنية
استفاق فلاحو بلدية حاسي الفحل، الواقعة على مسافة 120 كلم جنوب وسط مدينة غرداية، ذات يوم على كنز نفض عنهم وعن منطقتهم المعزولة والمنسية الغبن، وحوّلها إلى أهم مركز لإنتاج الدلاع (البطيخ الأحمر المبكر) في الجزائر.
تشعر أثناء تجوالك بالقرب من المحيطات الفلاحية في حاسي الفحل التي تم استصلاح 100 بالمائة من الأراضي الفلاحية بها، بأن الاستصلاح الفلاحي في الجنوب يمكن أن يحوّل الجزائر إلى قطب فلاحي عالمي. فقبل سنوات، كانت حاسي الفحل مجرد مقهى تحيط بها مجموعة من البيوت على حافة الطريق الوطني رقم واحد، قبل أن تصبح قطبا فلاحيا وطنيا مختصا في زراعة وإنتاج الفواكه.
ويفاجئك منظر السيارات النفعية والشاحنات المصطفة عند المدخل الشمالي للبلدية، ويخيّل إليك أنك في مدخل أهم الأسواق الوطنية للخضر والفواكه في مستغانم أو بوفاريك. وتتنقل يوميا أكثر من 20 شاحنة من ولايات الشمال، منذ بداية شهر ماي، لشراء الدلاع من الفلاحين.
وقد بدأ إنتاج الدلاع في حاسي الفحل بتجربة أجراها أحد الفلاحين قبل خمس سنوات، وجاءت بنتائج مبهرة، قبل أن تعمّم التجربة اعتبارا من سنة 2009 مغيّرة حالة الفلاحين هناك من أناس بسطاء إلى أثرياء، يجنون ربحا صافيا لا يقل عن 500 مليون سنتيم خلال 4 أشهر فقط.
ولأنها تجارة مغرية، صار حاسي الفحل مقصدا لعدد كبير من فلاحي الشمال، يستأجرون الأراضي من أصحابها لجني الأرباح في ظرف وجيز.
يقول عضو بالمجلس الشعبي الولائي بغرداية: ''قدمت بلدية حاسي الفحل مثالا مشرقا لكل الجزائر، وبأن العمل يصنع المعجزات. لقد تحوّل صغار الفلاحين إلى أثرياء بفضل الجهد''.
سقي بالمياه المعدنية
يقول مسعود بالو، باحث متخصص في البيولوجيا الحيوية: ''تتميز الفواكه المنتجة في جنوب غرداية باحتوائها على كمية كبيرة من الأملاح المعدنية الفعالة والمفيدة للجسم''، مضيفا أن السبب يعود، حسب عمار بن ساعد، وهو مهندس فلاحي، إلى خصوبة الأرض وغناها بالعناصر الطبيعية.
وتعدّ حاسي الفحل من البلديات الأربع فقط على المستوى الوطني التي يتم فيها سقي المحاصيل الفلاحية بالمياه المعدنية، إذ أثبتت الدراسات، حسب هذا الخبير، أن المياه التي يتم بها ري المحاصيل الفلاحية هنا وفي بلديات منصورة والمنيعة وحاسي القارة هي مياه معدنية، ولهذا السبب تتميز فواكهها بمذاق خاص ولذيذ.
ويقول عبد القادر صبول، أحد أعيان منطقة المنيعة ومستثمر فلاحي في حاسي الفحل: ''تفطن الاستعمار الفرنسي قبل أكثر من قرن لأهمية المياه المعدنية في سهول المنيعة، منصورة وحاسي الفحل، وشرع في الاستثمار في المنطقة بزراعة الفواكه والورود''.
وتشير الوثائق الموجودة في بلدية المنيعة إلى أنه في الثلاثينيات شارك معمر فرنسي، كانت له مستثمرة فلاحية، في مسابقة دولية للبرتقال، وحصل على المرتبة الأولى دوليا لموسمين متتاليين.
وكانت الشركة الفرنسية ''ليقيم جونيور''، المتخصصة في إنتاج تمور دفلة نور في جنوب البلاد والفواكه في الشمال، تخطط لاستثمارات ضخمة في منطقة حاسي الفحل، لزراعة أكثر من مليون شجرة برتقال عام .1960 لكن الاستثمارات ألغيت بعد الاستقلال.
استثمارات واعدة
وعلمت ''الخبر'' أن عدة شركات كبرى تريد الاستثمار في زراعة الفواكه في منطقة حاسي الفحل، لكن تعترضها عدة عقبات، بسبب استيلاء مستثمرين وهميين على أكثر من ألف هكتار من أجود الأراضي ورفضهم التنازل عنها، رغم أنهم لم ينفذوا أي استثمارات لمدة تفوق 10 سنوات.
ويقول أعضاء من المجلس البلدي: ''لقد حرم مستثمرون وهميون بلديتنا من استثمارات حقيقية، واستولوا على أراض لم يقوموا باستصلاحها، وقد تم رفع تقرير في الموضوع إلى والي غرداية لإلغاء شهادات الاستفادة''.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)