الجزائر

حاج عدلان: ''لن أسامح كرمالي أبدا'' ''أعترف بأننا توّجنا على حساب عين مليلة بهدف غير شرعي''



هو أحد أفضل هدافي البطولة الوطنية على الإطلاق. سجله ثـري بالألقاب المحلية والقارية التي حققها مع الناديين اللذين لم يعرف لهما ثـالثـا في مسيرته: اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل. لكن ألقاب البطولة والكأس الإفريقية للأندية الحائزة على الكؤوس والستة كؤوس للجمهورية التي رفعها، لم تكن لتنسي حاج عدلان كيف حرمه كرمالي من المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا ,1990 الأمر الذي يعتبره نقطة سوداء في مسيرته الطويلة. مشواره الشخصي زاخر بالألقاب المحلية والقارية، الشارع كان أفضل مدرسة للتكوين، والآن الشوارع صارت مواقف للسيارات. خطوات حاج عدلان الأولى في كرة القدم كانت في الشارع. وما بين القصبة حيث كانت تقيم جدته وباب الواد حيث كانت تقيم عائلته، تكوّنت موهبته وصقلت مع عديد المباريات التي خاضها الشارع بالنسبة لي كان أفضل مدرسة للتكوين يمكن أن أحصل عليها، ما تعلمته هناك في تلك المباريات التي كنت أداوم على خوضها، كان لها فضل كبير في المستوى الذي وصلت إليه. الحال تغير الآن، والشوارع والساحات التي دأبنا على اللعب فيها تحوّلت لحظائر ومواقف للسيارات. ولهذا، صرنا نفتقد للمواهب الكروية حاليا ، يقول محدثـنا الذي وقع أول إجازة في نادي أوناكو قبل أن يتحوّل لاتحاد العاصمة، بتوصية من أكسوح الذي أعجب بإمكاناته بعد أن أحرز ثـلاثـة أهداف في مباراة جرت ببولوغين. هناك، وبرعاية من أكسوح وكدو، وصل حاج عدلان سريعا للفريق الأول مع أصدقائه الذين تدرجوا معه، مثـل نورين، بن قانا، بلمو وغيرهم، لكن من دون الصديق عبد الحق بن شيخة، الذي يحتفظ عنه حاج عدلان بصورة المدافع القوي الصارم.  كأس الجزائر 1988 هي الأقرب إلى قلبي خلال مسيرته الطويلة، توّج عدلانو بالعديد من الألقاب القارية والمحلية وستة كؤوس جمهورية. لكن من كل هذه الألقاب، يبقى تتويجه بكأس الجمهورية سنة 1988 بعد نهائي صعب أمام شباب بلوزداد الأقرب إلى قلبه لا أحد راهن علينا ذلك العام، خاصة أن الفريق الذي كان يشرف عليه الثـنائي كدو وأكسوح كان مشكلا بالأساس من مجموعة من اللاعبين الشبان، لكن كثـيرين نسوا بأن الاتحاد فريق اختصاصي في الكأس. هذا ما برهنا عليه خلال مشوارنا في ذلك العام، حيث وصلنا للنهائي أمام الشباب الذي كان يضم تشكيلة من أفضل لاعبي الجزائر في تلك الفترة. المباراة امتدت لضربات الجزاء، الطريف في الأمر أن مواسي الذي كان مختصا ولم يضيّع أبدا أي ضربة من قبل، أخفق في السلسلة، وبعزيز الذي كان يضيّع كل محاولاته خلال التدريبات، هو من أهدانا الكأس الغالية ، يقول حاج عدلان.  حناشي سجلني في تربص حلواجي   حتى يحوّلني للشبيبة بعد عامين من التتويج بالكأس، عرف عدلانو ، كما يحلو لأنصار الاتحاد مناداته، مرارة السقوط إلى القسم الثـاني، حيث بقي موسما واحدا قبل أن يقرّر الالتحاق بشبيبة القبائل التي ألح رئيسها، محند شريف حناشي، على التعاقد معه.  اللاعب تحمس كثـيرا، لكنه كان مرتبطا مع الاتحاد، وكان لا بد من إيجاد وسيلة من أجل تجاوز الأمر، والحل قدمه أحد المسؤولين في الاتحادية خلال تلك الفترة لجأت مع حناشي إلى أحد المسؤولين في الاتحادية، والذي كشف لنا ثـغرة قانونية استغليناها، وهي أن القانون يجيز للاعب يقوم بتربص في مركز تكويني بعيد عن مقر سكنه بمائة كلم، بأن يغادر فريقه للنادي الأقرب لمركز التكوين. وعلى هذا الأساس، تم تسجيلي في مركز للتكوين المهني في تيزي وزو، على أساس أن أقوم بتربص تكويني لصناعة الحلويات، تربص لم أقم به يوما ، يكشف حاج عدلان. منحت أهداف حاج عدلان شبيبة القبائل العديد من الألقاب المحلية وحتى القارية، ومنحتها أيضا كأس الجزائر 1994 في النهائي أمام عين مليلة، هدف يعترف هداف البطولة في ذات العام بشجاعة أنه جاء من وضعية تسلل واضح لديّ الشجاعة لأقول بأن الهدف في النهائي أمام عين مليلة كان من وضعية تسلل واضحة، لست أنا من وقع فيها لكن موسوني قبل أن يمرّر لي كرة الهدف.  لكن، علينا أن نكون صرحاء، كنا أفضل بكثـير من المنافس، وكنا الأحق بتلك الكأس، وعين مليلة التي بنت جدار دفاعيا طيلة تلك المباراة لو فتحت اللعب قليلا، لما صمدت أمامنا ولخسرت بنتيجة عريضة ، يقول محدثـنا. ربع ساعة في كأس إفريقيا كانت ستقودني حتما للاحتراف تألق حاج عدلان على مستوى الأندية، سواء مع الاتحاد أو الشبيبة، قابلته مسيرة متواضعة للغاية مع المنتخب الوطني، فهذا الهداف لم يتمكن من فرض نفسه مع الخضر ، إلى درجة أن البعض ألصق به صفة لاعب ناد، وهو ما يرفضه محدثـنا الذي أكد بأنه كان لاعبا دوليا منذ سن العشرين مع كمال لموي، وكان يلعب بصفة منتظمة، إلى غاية مباراة الدور الأخير من تصفيات مونديال 1990 أمام المنتخب المصري في قسنطينة، والتعادل الذي تسبب في إقالة لموي ووصول كرمالي الذي ضحى به برفقة مدان ولاعبين آخرين. والصدمة كانت كبيرة بالنسبة لحاج عدلان، لما وجد نفسه خارج قائمة 22 التي شاركت في نهائيات الأمم 1990 في الجزائر لقد كانت نقطة سوداء في مشواري، ولم أغفر إلى اليوم لكرمالي ما فعله بي. أعتقد بأنه كانت لدي مكانة مع جحنيط، راحم، جاني، رحموني وغيرهم، لو منحني حتى ربع ساعة في تلك الدورة، لكنت حتما سأظفر بعقد احترافي، لكنه أقصاني ولم أنس ذلك، إلى درجة أني لم أقدر على مصافحته في آخر مرة التقيته فيها ، يقول حاج عدلان.  لاعبو التسعينات دفعوا ثـمن العشرية السوداء عاد حاج عدلان للمنتخب مع تعيين الثـنائي إيغيل ومهداوي، وكان حاضرا مع تلك التشكيلة التي قهرت غانا بنجومها الكبار في تلمسان، وحققت مشوارا مشرّفا في تصفيات كأس العالم 1994 وتصفيات أمم إفريقيا لذات العام التي تأهل فيها الخضر عن جدارة، قبل أن يتم إقصاؤهم بعد قضية كعروف الشهيرة. ويجزم محدثـنا أن الجيل الذي ينتمي إليه لم يكن محظوظا تماما، وراح ضحية العشرية السوداء التي مرت بها البلاد، والتي كانت السبب المباشر في فشل جيل دزيري، لونيسي، دحلب، تاسفاوت والبقية في التأهل لنهائيات المونديال لم نكن مرتاحين تماما من الناحية النفسية، لعبنا وسط ظروف صعبة، أنا عن نفسي لا أنسى تماما مشاعر الخوف والرهبة التي كانت تتملكني في كل مرة كنت أتنقل فيها من العاصمة إلى تيزي وزو ، ختم حاج عدلان حديثـه معنا.                      


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)