الجزائر

حِكمة مشروعية صوم رمضان المعظّم وفضائله



حِكمة مشروعية صوم رمضان المعظّم وفضائله
قال الإمام القفال رحمه اللّه: “انظروا إلى عجيب ما نَبَّه اللّه عليه من سعة فضله ورحمته في هذا التّكليف. فقد نبّه إلى: أنّ لهذه الأمّة في شريعة الصّيام أسوة بالأمم المتقدمة. وأنّ الصّوم سبب لحصول التّقوى، فلو لم يفرض لفات هذا المقصود الشّريف. وأنّه مختص بأيّام معدودات، فإنّه لو جعله أبدًا لحصلت المشقّة العظيمة. وأنّه خصّه من بين الشّهور بالشّهر الّذي أنزل فيه القرآن لكونه أشرف الشّهور. إلى جانب إزالة المشقّة في إلزامه، فقد أباح تأخيره لمَن يشقّ عليه من المسافرين والمرضى. فهو سبحانه وتعالى قد راعى في فريضة الصّيام هذه الوجوه من الرّحمة، فله الحمد على نعمه الّتي لا تحصى”.وممّا لا شكّ فيه أنّ للصّوم فوائد جليلة، غفل عنها الجاهلون، فرأوا فيه تجويعًا للنّفس وإرهاقًا للجسد، وكبتًا للحرية، لا داعي له ولا مبرّر، لأنّه تعذيب للبدن دون فائدة أو جدوى.. وعرف سرّ حكمته العقلاء والعلماء فأدركوا بعض فوائده وأسراره وأيّدهم في ذلك الأطباء، فرأوا في الصّيام أعظم علاج، وخير وقاية وأنجح دواء لكثير من الأمراض الجسدية، الّتي لا ينفع فيها إلاّ الحميّة الكاملة والانقطاع عن الطعام والشّراب مدّة من الزمن. والّتي سنتناولها إن شاء اللّه في حينها، ولكنّنا نذكر بعض الحكم الرّوحية الّتي هي الأساس لتشريع الصّيام. فإنّ اللّه عزّ وجلّ ما شرع العبادات إلاّ ليُربّي في الإنسان ملكة التّقوى وليعوّده على الخضوع والعبودية والإذعان لأوامر اللّه العليّ القدير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)