الجزائر

جيل الأنترنت يفتقد حنين الرسائل الورقية



جيل الأنترنت يفتقد حنين الرسائل الورقية
تجاوزها التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعيجيل الأنترنت يفتقد حنين الرسائل الورقيةاستطاعت الرسائل الإلكترونية أن تقلب الطاولة على المراسلات التقليدية، غير أن للرسائل الورقية المكتوبة نكهة خاصة عند متلقيها لا مثيل لها، إذ إنها تجسّد في نظره حرارة العواطف وصدق النوايا.زهية.بمنذ زمن ليس ببعيد، كانت الرسائل المكتوبة وسيلة التواصل الأكثر اعتمادا بين الأشخاص الذين تفصلهم المسافات، وكان الناس ينتظرون الرسائل من قريب أو صديق غائب، وغالبا ما كانت هذه الرسائل لا تصل بشكل مباشر بل إلى بريد موجود لدى صاحب الصيدلية أو الدكان في الحي. أما اليوم وبفضل وسائل التواصل الحديثة، باتت الرسائل شيئا من الماضي تم الاستغناء عنه، وباتت الكتابة على الورق من الأمور شبه الغائبة في حياتنا اليومية.يعتبرونها أكثرتعبيرا عن المشاعروأكد الأغلبية ممن تحدثنا إليهم أن وسائل الاتصال في العصر الحديث افضل من العصر القديم وأسرع، وبالتالي استغنينا عن الرسائل المكتوبة، فهي تحتاج إلى وقت طويل كي تصل، وعلى الرغم من شاعريتها الحميمية التي تتسم بها إلا أن وسائل العصر الحديث قربت المسافات بين الناس، وقال ماد،34سنة، " أن الرسائل القديمة كانت جميلة، ولكنها لم تعد قادرة على تلبية متطلبات العصر الحالي السريع، فاليوم نحن في صراع مع الوقت ونحتاج إلى الكثير من السرعة في انجاز مهمات أعمالنا ومتطلبات حياتنا، حتى حين نرسل بعض الأغراض أو الطرود فنحتاج الى وصولها بسرعة". ونوه الى أن الرسائل المكتوبة ارتبطت بقصص الحب بشكل كبير، وبالتالي فإنها تتميز بالقدرة على التعبير عن المشاعر بالدرجة الأولى، في حين أنه اليوم يعتمد على البريد الإلكتروني في كل الرسائل التي يرسلها.حنين إلى الرسائل الورقية في العلاقات العاطفيةنوال، 43سنة، أستاذة الللغة العربية صرحت أنها تربطها بالورق والكتابة علاقة خاصة تقول:" أنه على الرغم من أني لا أعتمد كثيرا على الرسائل المكتوبة بسبب وجود الهاتف والبريد الالكتروني، إلا أني مازلت أكتبها أحيانا، بسبب أهميتها في التعبير عن صدق المشاعر، فهي تحمل قيمة معنوية تميزها عن شتى وسائل العصر"، مضيفة أن الكتابة تجعل المرء يعيش حالة خاصة من المشاعر وعلاقة مميزة مع الورق والقلم، وبالتالي يكون أكثر قدرة على انتقاء المفردات التي تحمل الصدقية والشفافية في التعبير، وشددت على أهمية التواصل السريع لتلبية متطلبات العصر، مع الحرص على الابقاء على أشياء باتت لدى البعض من فتات الزمن الماضي، وأكدت أحلام ،32سنة، أن اللهفة والشوق كانا موجودين في الرسائل القديمة أكثر من رسائل العصر الحديث خاصة في العلاقات العاطفية، ولفتت الى أن الغربة في القدم كانت صعبة بسبب طبيعة الاعتماد على الرسائل التي تستغرق وقتاً طويلا كي تصل، بينما اليوم تحول العالم الى قرية صغيرة، واعتبرت أن الرسالة المكتوبة التي افتقدناها، تعيش أطول مع الانسان، فالمرء يحتفظ بالورق ويقرأه مرات عدة، وبالتالي هذا يجعل العلاقات تتوطد.أصبح الهدف من الرسالة مجرد إرسال خبروشدد الكثيرون على أن الرسائل القديمة لها قيمة معنوية لا يمكن أن ننساها، بينما اليوم أصبح الهدف من الرسائل إرساال خبر بسيط، وبالتالي لم تعد تحمل الاحساس الذي كان موجودا في السابق، ونوه هارون،45،سنة، الى أن عصر الرسائل مازال موجودا، ولكن على نطاق ضيق، فبحكم الحياة السريعة اضطررنا الى التخلي عن بعض الأشياء القديمة التي افتقدناها بفعل التكنولوجيا التي سهلت الحياة، و يفضل استخدام وسائل العصر الحديث نظرا لفوائده الكثيرة، فهي أسرع وأفضل، ولاسيما مع وجود الانترنت على الهواتف المحمولة، الأمر الذي يسهل إرسال أي رسالة لأي شخص في أي وقت، ولفت أن التعبير بالكتابة على الورق له وقع خاص، ولكن الحياة التي نعيشها لا تتناسب مع هذه النمط القديم، وتسأل سعاد ،50سنة، عن الأيام االزمن الجميل قائلة: "هل يعود ذلك الزمن الجميل الذي كنا ننتظر فيه بفارغ الصبر رسائل الحبيب ،كم كانت رائعة تلك الأيام عندما كان ساعي البريد يطرق بابك ويعطيك رسالة، إذا كانت رسالة غرام تخبئها تحت الوسادة كي تقرأها على ضوء الشموع"، وتضيف: "في ذلك الوقت عندما تقرأ رسالة تسمع صوتها وعندما تشتاق إلى صاحبها تعيد قراءتها من جديد حتى لو كانت ممل.تأثيرها يختلف على حسب طبيعة وسن المتلقيأكد الاستشاري في الطب النفسي محمد النحاس، أن الأوراق التي كانت تستخدم للرسائل كانت تميز الرسالة وتحمل مدلولات، فالاهتمام بلون الورق ونوعه يعبر عن أهمية الشخص، فيما قطع أي ورقة والكتابة عليها يكون إما بسبب الوضع الصعب الذي يمر به الشخص أو عدم اهتمامه بشكل الرسالة، وأكد ان الكتابة بالخط تعطي فرصة قراءة الافكار، فأحيانا يشدد المرء على كلمة معينة، أو يضع خط تحت عبارة وهذا يلفت انتباه القارئ، كما شدد على ان الرسائل تترك أثرا نفسيا لدى المتلقي، فأحيانا كانت تعطر بالعطور أو يرسم عليها بعض الرسوم كالورود والقلوب، وهذا له اثر نفسي في الشخص الذي يتلقى الرسالة، ويلفت إلى أن هناك إختلافا وتفاوتا في تفضيل الرسائل الورقية على الإلكترونية، يرتبط بطبيعة اختلاف البشر ونظرتهم إلى الأمور وخبراتهم وتجاربهم السابقة، وبإختلاف العمر، فغالبا ما نجد جيل الشباب يتجه إلى الرسائل والوسائل الإلكترونية للتعبير بشتى أشكاله، إلا أنه على رغم الاختلاف تبقى للمحسوس والملموس قيمته، وهذا أمر يشترك فيه البشر وإن بنسب متفاوتة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)