الجزائر

"جيش - أمة".. العروة الوثقى



"السليل".. إنجازات كبرى ودور إنساني استثنائي
لم يفوت رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون، أي مناسبة لتأكيد كل الحرص على تعزيز وتقوية الرابطة المقدسة «جيش- أمة»، حيث أحاط الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بالعناية الفائقة، من خلال تمكينه من كل مقومات العصرنة والتطور والوفاء، لأثره البالغ في صون أمن الوطن وحمايته.
ومن أجل ذلك، استحدث رئيس الجمهورية، بموجب مرسوم رئاسي، اليوم الوطني للجيش، الذي يحتفى به كل 4 أوت من كل سنة، وخصص أول احتفالية به لتكريم أبطال وشهداء العشرية السوداء الذين تصدوا للإرهاب الهمجي وطهروا البلاد من دنسه.
ويرى الرئيس تبون، في التطور الذي بلغه الجيش الوطني الشعبي، تجسيدا لحلم الشهداء، سواء في الجاهزية القتالية أو في الصناعة العسكرية، حيث صرح في معرض الإنتاج الوطني أمام جناح المؤسسة العسكرية قائلا: «لاشك أن الشهداء وهم الذين حاربوا الاستعمار بالبندقية، سيشعرون بالفخر لو يرون ما وصلت إليه صناعتنا العسكرية».
ولدى إشرافه رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، على التمرين التكتيكي «فجر 2023» بالناحية العسكرية الأولى عشية الاحتفال بالذكرى 61 للاستقلال، جدد الرئيس تبون التأكيد على العقيدة الدفاعية للجزائر.
وأفاد - في الوقت ذاته - بأن «السياقات الجيو- سياسية الاستثنائية العالمية والإقليمية تزيد من عزمنا على مواصلة تطوير وعصرنة منظومة الدفاع الوطني، سواء تعلق الأمر بامتلاك أحدث التكنولوجيات العسكرية والأسلحة والمعدات والتحكم فيها، أو بتأهيل العنصر البشري، لمسايرة هذه التكنولوجيات المتطورة والتحكم في تقنياتها، بهدف حماية أمننا ومصالحنا الوطنية الحيوية، والدفاع عن حدودنا البرية والبحرية ومجالنا الجوي».
دور فعال وريادي في الصناعة الوطنية
قبل ذلك، وتحديدا في العام 2022، أشاد رئيس الجمهورية من منبر افتتاحية مجلة الجيش لشهر جويلية، بالدور الفعال والريادي للجيش الوطني الشعبي، في إعطاء دفع للصناعات الوطنية عبر المساهمة بفعالية في المجهود الوطني لترقية وتطوير الاقتصاد الوطني.
وبعد أن وجه تحياته الخالصة الى مستخدمي القوات المسلحة التي «تسهر، دون هوادة، على حماية حدودنا المديدة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة»، جدد الرئيس تبون تعهده بمواصلة مسار تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، من خلال «مواصلة تنفيذ برنامج تطوير قواتنا، ومن ثم الرفع من قدراتها القتالية وجاهزيتها العملياتية من أجل مواكبة المستجدات التكنولوجية المتسارعة».
وخلص رئيس الجمهورية إلى التذكير أنه «بالنظر إلى المكانة المرموقة التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي في وجدان الأمة، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتزعزع، بل تزداد متانة، ونظرا لمكانته الريادية ضمن مؤسسات الدولة والجهود المضنية التي بذلها لمنع انهيار الدولة خلال سنوات التسعينيات والحفاظ على أمانة الشهداء وإرساء موجبات الاستقرار والأمن الوطني»، ستحتفل الجزائر في الرابع من أوت المقبل باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، بعد أن كان قد رسمه بمناسبة زيارته الأخيرة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، إحياء لذكرى تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي بتاريخ 4 أوت 1962.
بالمرصاد للإرهاب.. وعين لا تنام لحماية الوطن والمواطن
وقال الرئيس تبون، بمناسبة حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الوطني الشعبي بمناسبة ذكرى عيدي الاستقلال والشباب، «يطيب لي هنا أَن أُجدد تقدير الأُمة بِأَسرِها للجيشِ الوطني الشعبِي، سليل جيشِ التحرِير الوطني، لتضحياته الدائمة والمتواصلة من أَجل حماية الوطنِ، إذ مازال أبناؤنا البواسل يستشهِدون في ميدانِ الشرف، وهم يطارِدونَ فلُول الإرهاب المقيت، رحمهم الله ورزق أَهلهم الصبر والسلوان».
وفي رسالة وجهها إلى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بمناسبة نجاح الاستعراض العسكري الباهر في ستينية الاستقلال، أكد الرئيس تبون أن المؤسسة العسكرية «وضعت أقدامها باقتدارٍ وكفاءة على طريق امتلاك ناصية العلوم الحديثة والتكنولوجيا العسكرية العالية، وهو ما من شأنه أن يجعل منها مؤسسة مواكبة ومستوعبة لأحدث ما يستجد في المجال العسكري ويزيدها حظوة وتقديرا في ضمير الأمة».
سلاح موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وصون حدودها
بدوره، أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال ترؤّسه لحفل تكريم وتهنئة إطارات ومستخدمي الجيش الوطني الشعبي المشاركين في الاستعراض العسكري، أن «سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية حدودها والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأمم المتحدة»، وأن الجزائر «تعبر بكل وضوح عن إرادتها وعزيمتها للاضطلاع بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية في إطار القانون الدولي».
من جهته، أوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، في كلمة بمناسبة اليوم الوطني للجيش، «أنه في خضم التحول من مرحلة الاحتلال إلى عهد الاستقلال، ومن معركة التحرير إلى معركة البناء، تم تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، سليله ووريثه الطبيعي، وذلك يوم الرابع أوت 1962، هذا اليوم الذي أقره السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يوماً وطنياً للجيش الوطني الشعبي».
وقال الفريق أول السعيد شنقريحة: «يضاف هذا اليوم الوطني إلى قائمة الأيام والمناسبات التاريخية المجيدة لبلادنا، وهو ما يعكس اهتمام السيد رئيس الجمهورية البالغ، ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية، باعتبارها مصدر قوتنا وفخرنا، وشعلة حاضرنا ومستقبلنا، ومرتكز تقدم بلادنا وازدهارها. هذا اليوم الذي هو مناسبة لاستحضار بطولات وتضحيات أبطالنا الصناديد، الذين اختاروا التضحية بأعز ما يملكون، لنعيش نحن أحرارا أسيادا على أرضنا. وهو موعد أيضا لنجدد العهد مع الحفاظ على أمانتهم وصون وديعتهم، بالإخلاص في أداء المهام، وبذل الجهد تلو الجهد، حتى تبقى الجزائر دائما وأبداً موحدة، آمنة ومزدهرة».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)