الجزائر

1249 جمعية تتخلى عن النشاط
تراجع نشاط الجمعيات ذات الطابع المهني والإجتماعي والتربوي والثقافي والديني المنشأة بموجب القانون رقم 90-31 الصادر في 04/12/1990 المتعلقة بالجمعيات في السنوات الأخيرة، حيث تقلص عددها من 1944 في سنة 2000 إلى 695 حاليا، أي إنسحاب 1249 جمعية وتخليها عن إعتمادها بعد انتهاء عهدتها المقررة حسب طبيعة كل جمعية وكذا الإتفاق المبرم بين أعضائها المؤسسين والتي تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات.
ويرجع هذا العزوف عن النشاط حسب التقرير الذي يجرى إعداده من طرف لجنة الشباب والرياضة والحركة الجمعوية بالمجلس الشعبي الولائي إلى جملة من الأسباب أهمها «الإجراءات البيروقراطية» التي تواجه الأعضاء المؤسسين للجمعيات حيث تأخذ وقتا طويلا وتتطلب تكوين ملفات إدارية للأعضاء المؤسسين تتضمن وثائق وأوراق إدارية يأخذ استخراجها وقتا طويلا وبأضعاف مضاعفة لكل وثيقة كما أن المصالح المكلفة بالتحقيقات الإدارية كثيرا ما تبدي تحفظات حول بعض الأعضاء المؤسسين كما يصعب على الأعضاء الآخرين إيجاد أشخاص من بدلاء لتعويضهم كون العمل في هذه الجمعيات تطوعي وإرادي، إضافة إلى خشية وقوع البعض في المحظور مع أن القانون يجيز لكل شخص راشد يتمتع بالحقوق المدنية والسياسية الإنخراط في هذه الجمعيات، لذلك نجد الكثير يتحاشى الإنخراط في الجمعيات الدينية إنطلاقا من التجربة المرة التي مرت بها البلاد في بداية تسعينيات القرن الماضي ولعل هذا السبب كان وراء تقلص عدد الجمعيات الدينية من 359 جمعية إلى 231 جمعية ويكاد ينطبق هذا أيضا على الجمعيات الرياضية حيث تقلصت من 279 إلى 131 جمعية رياضية أما الجمعيات الفنية والثقافية فتكاد تختفي من الساحة حيث من مجموع 117 جمعية فنية وثقافية لم يبق نشطا فيها سوى 38 جمعية فقط.
أما جمعيات أولياء التلاميذ التي وجدت في الأصل لتكون شريكا أساسيا مع إدارة المؤسسات التربوية وداعما لها لمساعدتها على التكفل بإنشغالات التلاميذ وتحسين الإطار التربوي ومحيط المؤسسة وجمع المال عند الضرورة للمساهمة في إصلاح بعض المرافق التي عادة ما يتسبب التلاميذ في إتلافها فقد تقلصت هي الأخرى من 393 جمعية إلى 81 جمعية فقط ويفسر هذا العزوف، باللامبالاة التي يبديها أولياء التلاميذ الذين نجد البعض منهم لا يزور المؤسسة إلا مرة واحدة في السنة إما للإحتجاج على نتائج الإمتحانات والتوسل لدى الأساتذة أو الإدارة لتضخيم معدلات الإمتحانات أو لإستلام الجوائز للأبناء الناجحين في نهاية الموسم الدراسي ماعدا ذلك فهناك من أولياء التلاميذ من لا يعرف حتى المؤسسة التي يتعلم فيها إبنه ناهيك عن جمعيات البيئة والوسط الريفي والمتقاعدون والمسنون والأعمال التطوعية المختلفة فنكاد لا نجد لها أثرا و يبقى المجتمع بمختلف فئاته ينتظر قانون الجمعيات الجديد الموجود على طاولة الحكومة قد يأتي بآليات جديدة تعيد الإعتبار لجمعيات المجتمع المدني المطالبة بالنهوض بالمجمتع وتطويره وترقيته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)