نزلت وحماري في جولة ليلية لشوارع العاصمة تفاجأنا بالغاشي الكثير الذي يطلب الراحة والسهر وسط فوضى عارمة من روائح المشوي والمقلي وروائح المأكولات التي تأتي من كل مكان.
قال حماري وهو يبحلق في السلع المعروضة ليلا.. سبحان الله الكرش هي ''التلكوموند'' الحقيقي الذي يتحكم في البشر.
قلت.. أيها الحمار الثرثار ألست من قلت هيا نخرج لنأكل بعض المثلجات.. وأنت ألست من النوع الذي يرد إرضاء الكرش؟
قال ناهقا.. صحيح، ولكن لماذا هذه اللهفة الغريبة؟
قلت.. الناس يتنفسون ويخلقون فضاءات بحجم أحلامهم هل تحسدهم أيضا على هذه الفوضى؟
قال ساخرا.. لست حسودا.
قلت.. إذن دع الناس تستمتع ولو مؤقتا في هذه المدينة التي تعودت على النوم الباكر طوال السنة وتعودت على الاستيقاظ فقط في رمضان.
قال.. قلت لك الكرش هي ''التليكوموند''.
قلت.. هل وفرت الدولة لهم أشياء أخرى ورفضوها.. بالتأكيد لا.
قال وهو يصطدم برائحة المشوي.. ما رأيك في سندويش ساخن؟
قلت.. سنضع ميزانية الشهر في حرج أيها الحمار.
قال ناهقا.. ما عليش أحييني اليوم واقتلني غدوة.
قلت.. هيا إذن تفضل للطاولة وأمرنا على الله.
جلسنا أنا وحماري اللعين وطلبنا سندويشا واحدا قابلا للقسمة لم يأتنا به النادل حتى استنشقنا كل روائح الشواء التي أشبعتنا قبل حتى أن نمضغ مضغة واحدة.
قلت لحماري.. هل أنت مرتاح؟
نهق نهيقا مخيفا وقال.. فعلا نظريات السلطة كلها صحيحة إذا أردت أن تتحكم في شعبك أمكسه من بطنه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سميرة
المصدر : www.djazairnews.info